حيوانات مفترسة

أشرس حيوانات مفترسة وكيف تعيش ؟

الحيوانات المفترسة هي تلك التي تعتمد على مطاردة واصطياد الحيوانات الأخرى للحصول على غذائها، حيث تقوم بأسر وقتل فرائسها كجزء أساسي من عملية البقاء.

تعيش هذه الحيوانات عادةً في البرية، وتستخدم مزيجا من الحواس الفطرية والمكتسبة لتحديد مواقع فرائسها.

حيوانات مفترسة

يعتبر الافتراس عملية بيولوجية حيوية، حيث يتفاعل المفترس مع الفريسة، وغالبا ما يكون هناك كائن حي واحد أو أكثر يتم الاقتيات عليه.

  • تتميز الحيوانات المفترسة بتكيفات فسيولوجية تسهل عليها عملية الصيد، مثل الأسنان الحادة والمخالب القوية التي تمكنها من الإمساك بفرائسها والسيطرة عليها.
  • إلى جانب ذلك، تمتلك هذه الحيوانات أعضاء حسية متطورة للغاية، ما يساعدها في تحديد مواقع فرائسها بدقة.
  • فعلى سبيل المثال، تستطيع الطيور الجارحة اكتشاف الفرائس من مسافات تزيد عن كيلومتر، فيما يستخدم البوم حاسة السمع لتحديد مكان الفريسة مثل الفئران، بينما تعتمد الخفافيش والدلافين على تقنية الصدى لتحديد موقع فرائسها بدقة.

غذاء الحيوانات المفترسة

يمكن تصنيف الحيوانات المفترسة اعتمادا على نوع غذائها إلى نوعين رئيسيين:

آكلات اللحوم التي تقتات على الحيوانات فقط

تعتبر الحيوانات التي تعتمد في غذائها على اللحوم فقط جزءًا من هذا التصنيف.

  • هذه الحيوانات تحصل على طعامها من خلال اصطياد وتناول حيوانات أخرى على سبيل المثال، النمور تتغذى على الجاموس، الظباء، الغزلان، والخنازير.
  • كذلك، جميع أنواع القطط في فصيلة السنوريات تعد آكلات لحوم إجبارية، أي أنها تعتمد بشكل كامل على اللحوم ولا تستطيع تناول أو هضم المواد النباتية للحصول على العناصر الغذائية.
  • ومع ذلك، ليس كل آكلات اللحوم تصطاد فرائسها بنفسها؛ فبعضها مثل النسور يقتات على جثث الحيوانات التي تم اصطيادها من قبل مفترسين آخرين أو التي ماتت بشكل طبيعي.

آكلات اللحوم التي تأكل الحيوانات والنباتات

هذه الفئة من الحيوانات تعتمد على تنوع في مصادر الغذاء، حيث تتغذى على الحيوانات والنباتات والفطريات.

  • يعد الإنسان مثال بارز على هذا النوع، حيث يستطيع الحصول على العناصر الغذائية من كل من المصادر النباتية والحيوانية.
  • بعض الحيوانات من هذا الصنف تستهلك مجموعة متنوعة من الأطعمة على مدار العام أو تركز على ما هو متاح موسمياً.
  • على سبيل المثال، الدببة الرمادية تتغذى على الحيوانات التي تقتلها الذئاب، وفي نفس الوقت تستهلك براعم النباتات في الربيع.
  • أما في الصيف، تتغذى على الحشائش والتوت وتفترس عجول الأيل، بينما في الخريف تركز على تناول كميات كبيرة من بذور الصنوبر والجذور استعدادا لدخول السبات الشتوي.

تصنيف الحيوانات المفترسة

تقسم الحيوانات المفترسة إلى فئتين رئيسيتين: الحيوانات اللافقارية المفترسة والحيوانات الفقارية المفترسة.

أولاً: الحيوانات اللافقارية المفترسة

تعتبر اللافقاريات المفترسة شائعة في عالم الحشرات، حيث يمكن أن نجدها في مجموعات مثل فرس النبي واليعسوب.

  • بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من اللافقاريات غير الحشرية التي تصنف كمفترسات، مثل العناكب، التي تعد من المفترسات المتخصصة.
  • تشمل هذه المجموعة أيضًا العقارب والعث المفترس والقواقع والرخويات المفترسة والديدان الخيطية والديدان المستوية.
  • عادةً ما تتغذى هذه الحيوانات على اللافقاريات الأخرى، ولكن هناك أنواع منها تتغذى أيضًا على الثدييات الصغيرة والطيور والأسماك والضفادع.
  • وغالبا ما تأكل هذه المفترسات فرائسها وهي لا تزال على قيد الحياة، سواء عن طريق العض أو عبر ثقب الجسم وامتصاص السوائل الداخلية للفريسة.
  • وقد تقوم بعض اللافقاريات بحقن الفريسة بمزيج من الإفرازات اللعابية التي تعمل على شل حركة الفريسة وتسييل أنسجتها.

يمكن تصنيف المفترسات اللافقارية إلى نوعين:

  1. المفترسات السلبية: تميل هذه الحيوانات إلى الانتظار في موقعها حتى تقترب الفريسة، مثل حشرة السرعوف التي تنتظر لفترات طويلة في وضع الاستعداد.
  2. المفترسات النشطة: هذه الحيوانات تبحث عن فرائسها أو تصطادها، مثل ذباب اليعسوب والذباب السارق، التي تستخدم سرعتها وخفة حركتها للقبض على الفريسة.

ثانيا: الحيوانات الفقارية المفترسة

تقسم الفقاريات المفترسة إلى أربعة أصناف رئيسية:

الثدييات المفترسة

تحتل مرتبة عالية في الذكاء بين الثدييات، حيث يكون حجم أدمغتها كبيرًا بالنسبة إلى أجسامها، مما يشير إلى قوتها العقلية.

  • تحتاج هذه الحيوانات إلى إنشاء مواطن خاصة بها وعادة ما تدافع عن أراضيها ضد الحيوانات الأخرى، وتستخدم في ذلك إفرازات غددها كعلامات للحدود.
  • تمتلك الثدييات المفترسة أنواعا متعددة من الأسنان، مثل القواطع والأنياب والضواحك، ولها دماغ معقد، ومن الأمثلة عليها: الأسود والنمور والثعالب.

الطيور المفترسة

تتميز هذه الطيور بمناقيرها الحادة والمخالب القوية، ولها قدرات طيران استثنائية.

  • يوجد أكثر من 500 نوع من الطيور المفترسة حول العالم، وتعيش في بيئات متنوعة من التندرا إلى الصحاري، من أمثلتها الصقور والنسور وطائر البوم.

البرمائيات المفترسة

تلعب البرمائيات دور مهم في السلسلة الغذائية، حيث تستهلك الحشرات واللافقاريات الأخرى.

  • كما تعتبر مؤشرات على صحة النظام البيئي بسبب حساسيتها للتغيرات البيئية.
  • تمر البرمائيات بمراحل مختلفة في حياتها، مثل مرحلة اليرقات ومرحلة البلوغ، وتستطيع تنظيم درجة حرارة أجسامها عن طريق الراحة في بيئات دافئة أو باردة.

الزواحف المفترسة

تعتبر الزواحف فقاريات ذات قشور، تتكاثر عن طريق الإخصاب الداخلي، قد تضع الإناث البيض أو تحتفظ به داخل أجسامها حتى يفقس.

  • تعتبر الزواحف مثل السلاحف والتماسيح والثعابين من المفترسات المهمة، وتفقس كنسخ مصغرة من البالغين.

أماكن عيش الحيوانات المفترسة

تتوزع الحيوانات المفترسة في مختلف أنحاء العالم، حيث يمكن العثور عليها في جميع القارات والبيئات المتنوعة، فهي تتكيف مع مجموعة واسعة من المناخات، بدءا من الصحاري الحارة والجافة إلى المناطق القطبية الجليدية الباردة.

  • كما توجد الحيوانات المفترسة في الغابات المطيرة الكثيفة والأدغال الاستوائية، وكذلك على قمم الجبال وفي أعماق الوديان.
  • بالإضافة إلى ذلك، تسكن الحيوانات المفترسة البيئات المائية مثل المحيطات والبحيرات.
  • بفضل قدرتها على التكيف، يمكن العثور على الحيوانات المفترسة في جميع أنواع المواطن الطبيعية تقريبًا، ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من جميع النظم البيئية حول العالم.

كيفية الاصطياد في عالم الحيوانات

تمتلك الحيوانات المفترسة استراتيجيات متنوعة لاصطياد فرائسها والانقضاض عليها وقتلها، وتختلف هذه الاستراتيجيات تبع لتركيبها الجسدي، وسرعتها، وخفة حركتها، وكذلك الطريقة التي تعتمدها في قتل أو إصابة الفريسة.

كما يؤثر الموطن الذي تعيش فيه بشكل كبير في كيفية قيام المفترس بالصيد، تتنوع أساليب الصيد بين المطاردة، والمراقبة الصامتة، والكمين، ولكل منها مميزاتها الخاصة.

المطاردة

تعد المطاردة أسلوب يتطلب من الحيوانات المفترسة استثمار الكثير من الوقت والجهد.

  • لذلك تركز الحيوانات التي تعتمد على المطاردة على الفرائس التي تقدم قيمة غذائية عالية تعوض الطاقة الكبيرة المستهلكة أثناء عملية الصيد.
  • على سبيل المثال، يفضل الصقر اصطياد القوارض والطيور التي توفر تغذية أكبر، بدلاً من الجنادب التي لا تقدم قيمة غذائية كافية مقابل الجهد المبذول للإمساك بها.

المراقبة الصامتة

يعتبر هذا الأسلوب أقل استهلاك للطاقة، ولكنه قد يتطلب بعض الوقت في هذه الطريقة، يختار المفترس فريسة أصغر تتناسب مع احتياجاته من الطاقة.

  • مثال على ذلك، طائر مالك الحزين الذي يعتمد على المراقبة، حيث يقف ثابتا في المياه الضحلة بصبر شديد لمراقبة الفريسة.
  • وعندما يرى فريسته، ينقض عليها بسرعة مستخدم منقاره الطويل والحاد للإمساك بها.

الكمين

يعتبر الكمين أسلوب آخر للصيد، حيث يختبئ المفترس وينتظر حتى تقترب الفريسة منه، ثم ينقض عليها بسرعة قبل أن تتمكن من الهرب.

  • هذه الطريقة تتطلب جهدا أقل، لكنها تعتمد على الفرصة المناسبة وقد لا تؤدي دائمًا إلى نجاح الصيد.
  • التمساح هو مثال على الحيوانات التي تعتمد على الكمين للإيقاع بفرائسها.
  • وغالبا ما تكون الحيوانات التي تصطاد بالكمين صغيرة نسبيا، حيث يعتمد نجاح الكمين على عدم اكتشاف المفترس بسهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى