الصحة

الدورة الدموية الكبرى و الصغرى وأهم المعلومات عنهم

تعرف الدورة الدموية الصغرى، المعروفة أيضا بالدورة الدموية الرئوية بأنها العملية الحيوية التي يتنقل من خلالها الدم من الجانب الأيمن للقلب إلى الرئتين عبر الشرايين.

خلال هذه الرحلة يقوم الدم بالتقاط الأكسجين من الهواء الذي نستنشقه، مما يعزز غناه بالأكسجين بعد إتمام هذه العملية، يعود الدم المحمل بالأكسجين إلى الجانب الأيسر من القلب عبر الأوردة.

الدورة الدموية الكبرى و الصغرى

منذ العصور القديمة، بدأ علماء التشريح وعلم الأحياء جهودهم لفهم كيفية عمل الدم والوظائف الحيوية التي يقوم بها، يشير مصطلح الدورة الدموية إلى العملية التي يتم من خلالها انتقال الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئتين وخلايا الجسم، وذلك عبر نظام معقد من الشرايين والأوردة بمساعدة القلب الذي يعمل على ضخ الدم وسحبه.

• يعتبر العالم والطبيب العربي ابن النفيس، المولود في دمشق، من أوائل العلماء الذين سجلوا اكتشافه للدورة الدموية، حيث تخصص في علم التشريح وعلاج الأمراض، وأطلق على اكتشافه اسم الدورة الدموية الصغرى.

• وفي بداية القرن السابع عشر، واصل العالم الإنجليزي ويليام هارفي جهود البحث في هذا المجال، حيث أضاف إلى المعرفة الشاملة بالدورة الدموية من خلال اكتشافه للدورة الدموية الكبرى.

كيف تتم الدورة الدموية الصغرى؟

تعد الدورة الدموية الصغرى نظام معقد من الأوعية الدموية يشكل دائرة مغلقة تربط بين القلب والرئتين، وفيما يلي تفاصيل هذه الدورة:

• تبدأ الدورة الدموية الصغرى عندما يتدفق الدم غير المؤكسد، المعروف بالدم الأزرق، من البطين الأيمن للقلب.

• يتم ذلك عبر الشريان الرئوي، الذي ينقسم إلى فرعين، كل منهما يتجه إلى واحدة من الرئتين اليمنى واليسرى.

• عندما يصل الدم إلى الرئتين، ينقسم الشريانان إلى أفرع أصغر تتفرع أكثر حتى تصل إلى الشعيرات الدموية الموجودة في الحويصلات الهوائية.

• هنا، يتم امتصاص الأكسجين من الهواء الذي يدخل الحويصلات، بينما يطرح ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الهواء.

• بعد هذه العملية، يتدفق الدم المحمل بالأكسجين عبر الأوعية الدموية الأكبر فالأكبر، حتى يصل إلى الأوردة الرئوية، والتي يبلغ عددها أربعة.

• هذه الأوردة تقوم بصب الدم المؤكسد في الأذين الأيسر للقلب، مما يمثل نهاية الدورة الدموية الصغرى.

• بعد ذلك، يبدأ الدم في الدخول إلى الدورة الدموية الكبرى، حيث يتم توزيعه على كافة أجزاء الجسم.

ما الفرق بين الدورة الدموية الصغرى والدورة الدموية الكبرى

تتباين الدورة الدموية الصغرى والكبرى في عدة جوانب أساسية، كما يلي:

• نطاق الدورة الدموية: الدورة الدموية الصغرى تقتصر على انتقال الدم بين القلب والرئتين فقط، حيث تقوم بنقل الدم غير المؤكسد إلى الرئتين لالتقاط الأكسجين، بالمقابل تمتد الدورة الدموية الكبرى لتشمل القلب وكافة أجزاء الجسم الأخرى، حيث تهدف إلى تزويد الأنسجة بالأكسجين الذي تم تحميله في الدم أثناء الدورة الدموية الصغرى.

• آلية الدورة الدموية الكبرى: بعد عودة الدم المؤكسد من الدورة الدموية الصغرى إلى القلب، يصب هذا الدم في الأذين الأيسر ومن ثم، يتم ضخه عبر الصمام التاجي المعروف أيضا بالصمام الميترالي إلى البطين الأيسر.

• الضخ إلى الشريان الأبهر: يقوم البطين الأيسر بضخ الدم إلى الشريان الأبهر، الذي يعتبر أكبر شريان في الجسم، من خلال الصمام الأبهر.

• التفرع إلى أجزاء الجسم: يتفرع الشريان الأبهر إلى شرايين رئيسية تتجه نحو الجزء العلوي من الجسم، ثم يمر عبر الحجاب الحاجز ويتفرع إلى الشرايين التي تغذي الجزء السفلي.

• الوصول إلى الشعيرات الدموية: تتفرع هذه الشرايين إلى شرايين أصغر حتى تصل إلى الشعيرات الدموية حيث يحدث تبادل الغازات والمغذيات، يتم هناك تبادل الأكسجين، فيطلق ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأيضية من الخلايا إلى الدم، مما يساهم في الحفاظ على عملية التمثيل الغذائي لجميع أعضاء الجسم، باستثناء النسيج الحشوي للرئتين.

• عودة الدم غير المؤكسد: بعد انتهاء تبادل الغازات، يتجمع الدم غير المؤكسد في الأوردة التي تتجه نحو الأوردة الأصغر حتى تصل إلى الوريد الأجوف يصب الوريد الأجوف في الأذين الأيمن للقلب ومن ثم ينتقل الدم إلى البطين الأيمن، لتبدأ الدورة الدموية الصغرى من جديد.

طرق لتحسين الدورة الدموية الصغرى والكبرى

عندما تكون الدورة الدموية، سواء الكبرى أو الصغرى ضعيفة فإن ذلك يشير إلى أن خلايا الجسم لا تحصل على الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة بكميات كافية.

وهذا النقص يمكن أن يؤثر سلبي على صحة الجسم ونشاطه بشكل عام، إليك أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الدورة الدموية، ومنها:

• التوقف عن التدخين بجميع أنواعه: يعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبا على صحة الأوعية الدموية، لذا فإن الإقلاع عنه يعد خطوة مهمة لتحسين تدفق الدم.

• تقليل تناول الدهون المشبعة: يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، حيث تسهم في انسداد الشرايين وتدهور الدورة الدموية.

• تجنب الجلوس لفترات طويلة: ينصح بالحركة المنتظمة، حيث إن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يعيق تدفق الدم ويزيد من خطر حدوث مشكلات في الدورة الدموية.

• شرب كمية كافية من الماء: يوصى بشرب ما يعادل 8 أكواب من الماء يوميًا، مع زيادة هذه الكمية في حال ممارسة التمارين الرياضية، لضمان ترطيب الجسم وتحسين الدورة الدموية.

• ممارسة تمارين اليوغا والهرولة: تعتبر هذه التمارين من أفضل الوسائل لتعزيز الدورة الدموية، حيث تعمل على تحسين مرونة الأوعية الدموية وتدفق الدم.

• المحافظة على وزن صحي ومثالي: الوزن الزائد يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على القلب والأوعية الدموية، لذا من المهم الحفاظ على وزن مناسب.

• تناول الأطعمة الغنية بزيت السمك: يعتبر زيت السمك مصدر جيد للأوميغا 3، الذي يساعد في تحسين صحة القلب وتعزيز الدورة الدموية.

• شرب الشاي الأخضر أو الأسود: يحتوي كلا النوعين من الشاي على مضادات الأكسدة، التي تلعب دورا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.

• المحافظة على مستويات الحديد في الدم: يعتبر الحديد عنصر حيوي لنقل الأكسجين في الدم، لذا يجب التأكد من تناول كميات كافية منه.

أهمية الدورة الدموية الصغرى

تعتبر الدورة الدموية الصغرى، المعروفة أيضا بالدورة الرئوية، حلقة وصل حيوية بين الرئتين والقلب تبدأ هذه الدورة من البطين الأيمن للقلب، الذي يمتلئ بالدم الخالي من الأكسجين والمشبع بثاني أكسيد الكربون.

• يضخ هذا الدم عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين، حيث يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون واكتساب الأكسجين.

• عند وصول الشريان الرئوي إلى الرئتين، يتفرع إلى قسمين رئيسيين، يتبع ذلك انقسامهما إلى شعيرات دموية دقيقة تصل إلى الحويصلات الهوائية.

• هنا يتم تبادل الغازات، حيث يتم امتصاص الأكسجين من الهواء داخل الحويصلات الهوائية.

• بعد ذلك يعود الدم المؤكسد من الرئتين إلى القلب عبر الأوردة الرئوية، حيث يدخل إلى الأذين الأيسر، مما يجعله جاهز للانطلاق في الدورة الدموية الكبرى.

أهمية الدورة الدموية الكبرى

الدورة الدموية الكبرى، فتعتبر تكملة للدورة الصغرى، حيث تنقل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم تبدأ هذه الدورة عندما يتم ضخ الدم المؤكسد من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر عبر الصمام التاجي، الذي يغلق بعد امتلاء البطين بالدم، لضمان عدم عودة الدم إلى الأذين.

• بعد ذلك، ينفتح الصمام الأبهري، ويسمح بخروج الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي، الذي يتفرع بدوره إلى عدة شرايين رئيسية تغذي مختلف أجزاء الجسم.

• تتفرع هذه الشرايين إلى شعيرات دموية دقيقة، تقوم بتغذية خلايا الجسم بالأكسجين والجلوكوز.

• بعد أن تنقل الشعيرات الدموية الأكسجين إلى الخلايا، تحملها الفضلات وثاني أكسيد الكربون لتعود إلى الأوردة الرئيسية.

• تنتقل هذه الأوردة بالدم غير المؤكسد إلى الأذين الأيمن عبر الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي.

• من ثم يدخل الدم غير المؤكسد إلى البطين الأيمن عبر الصمام ثلاثي الشرفات، الذي يغلق بعد امتلاء البطين لضمان عدم رجوع الدم إلى الأذين.

• بهذه الطريقة، يعود الدم إلى الدورة الدموية الصغرى مجددا، مما يضمن استمرار الدورة الدموية بشكل متكامل وفعال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى