التاريخ اﻹسلامي

أسوار عكا وأشهر معالم مدينة عكا الفلسطينية

تعد مدينة عكا من أقدم المدن الفلسطينية التاريخية وأكثرها أهمية، حيث تحتل مكانة بارزة بين مدن المنطقة.

تقع في الجهة الشرقية من ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يمنحها موقع استراتيجي متميز، تبعد عن العاصمة القدس حوالي 181 كيلومتر باتجاه الشمال الغربي، وتمتد مساحتها على نحو 13.5 كيلومتر مربع.

اسوار عكا

وفقاً لآخر الإحصائيات المتوفرة لعام 2008، بلغ عدد سكان مدينة عكا حوالي 46,000 نسمة، مما يعكس أهميتها السكانية والحضارية في المنطقة.

يعد سور عكا من أعظم وأضخم الأسوار التاريخية في العالم، حيث لعب دوراً حاسماً في حماية المدينة من العديد من الغزوات والهجمات العسكرية التي حاولت الاستيلاء عليها عبر العصور.

  • من أبرز هذه الهجمات كانت حملة نابليون بونابرت، التي تميزت بشراستها، ومع ذلك فشلت في اختراق هذا السور المنيع.
  • يمتد السور حول المدينة بطول يقارب 2835 متراً، ويتميز بعرض يسمح للأطفال على سبيل المثال بممارسة الرياضة عليه بسهولة، وخاصة في الجزء الجنوبي الشرقي منه.
  • يمكن الوصول إلى سطح السور عبر ممرات واسعة ومبلطة، ويحتوي على أبراج مراقبة صغيرة تطل على مدينة عكا بأكملها، مثل برج الحديد، وبرج كريم، وبرج سنجق، وغيرها.
  • يحيط بالسور من الخارج خندق عريض وعميق، يمتد على طول السور، ويستخدم كحاجز دفاعي إضافي.
  • كان يتم ملء الخندق بمياه البحر أثناء الحروب، مما يجعل تجاوزه أمراً بالغ الصعوبة على الأعداء.
  • كما يمتد سور آخر خارجي مواز للسور الرئيسي من الجهة الشرقية إلى الجهة الغربية، وبينهما يقع الخندق.
  • تشير المصادر التاريخية إلى أن بناء السور يعود إلى الحقبة اليونانية خلال حكم الإسكندر المقدوني، في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد.
  • وقد شهد السور العديد من عمليات الترميم والإصلاح على مر العصور، لكن الترميمات التي تمت في الفترات الإسلامية تعد الأكثر تميزاً، حيث عززت من قوة السور وجعلته خط الدفاع الأول لمدينة عكا منذ بنائه وحتى يومنا هذا.

نبذه تاريخيه عن مدينة عكا

تأسست هذه المدينة في الألف الثالث قبل الميلاد على يد الكنعانيين، وتحديداً من قِبل الجرشانيين، الذين جعلوها مركزاً تجارياً هاماً في المنطقة، وأطلقوا عليها اسم “عكو” الذي يعني الرمال الحارة.

  • تعاقب على احتلالها عدد من الحضارات والقوى الكبرى، بما في ذلك الفينيقيين، والإغريق، والرومان، والفرس، والصليبيين، مما جعلها شاهدة على العديد من التحولات التاريخية.
  • في السنة السادسة عشرة للهجرة، دخلها المسلمون بقيادة شرحبيل بن حسنة، وبعد ذلك، في السنة العشرين للهجرة، أسس فيها معاوية بن أبي سفيان داراً لتصنيع السفن، وانطلقت منها أول سفينة إسلامية في العام الثامن والعشرين للهجرة، مما عزز من مكانتها كمركز بحري مهم.
  • وفي عام 1799م، برزت المدينة مجدداً على الساحة التاريخية تحت حكم أحمد باشا الجزار، الذي تصدى بنجاح لحملة نابليون بونابرت، الذي كان قد استولى على مصر ووصل إلى المدينة بعد حصار طويل، لكنه فشل في احتلالها واضطر إلى سحب جيوشه والتراجع.
  • اليوم، تعد عكا ذات أهمية اقتصادية وتجارية كبيرة، بالإضافة إلى كونها تحتضن مجموعة غنية من المعالم التاريخية التي تبرز عظمتها عبر العصور.
  • من بين هذه المعالم: خان العمدان، وجامع الجزار، والسوق الأبيض، والممر الألماني، وحمام الباشا، والقلعة الحصينة، وسور عكا الشهير، الذي سيأتي ذكره بالتفصيل لاحقاً.

معالم مدينة عكا

تزخر مدينة عكا بالعديد من المواقع والمعالم الأثرية التي تعكس عراقة تاريخها وقدم حضارتها، من أبرز هذه المعالم:

1.قلعة عكا

تقع في الجزء الشمالي من المدينة، وتحديداً في المنطقة المقابلة لسور ظاهر العمر، تعتبر القلعة من أبرز معالم عكا التاريخية، حيث يصل ارتفاعها إلى 40 متراً، وتضم مجموعة من المباني العثمانية الهامة.

  • بالإضافة إلى برج الخزنة الذي كان مقراً لأحمد باشا الجزار وخلفائه.
  • كما تحتوي القلعة على ساحة الجبخانة في الجزء الجنوبي الشرقي، وساحة القشلة التي كانت تستخدم كثكنة عسكرية للجنود.

2.ميناء عكا

يعد ميناء عكا القلب النابض للمدينة، حيث كان يشكل بوابة عبور الأوروبيين إلى بلاد الشرق خلال العصور الوسطى، واكتسب أهمية كبيرة عبر التاريخ.

استخدمته العديد من الحضارات كمنفذ تجاري واستراتيجي، بينما أهمل في فترات أخرى.

3.الأسوار

منذ القدم، تحصنت مدينة عكا بالأسوار لحمايتها من الهجمات والغزوات الخارجية.

  • أضاف الصليبيون أسوار جديدة قرب الأسوار الداخلية الشرقية وفي الأحياء الجديدة شرقي المدينة وشمالها، مع الإبقاء على ناحية البحر مفتوحة.
  • كما قام ظاهر العمر ببناء سور في الجزء الشمالي من المدينة بطول 500 متر، وآخر في الشرق بطول 300 متر، بارتفاع يصل إلى 7.5 أمتار، لحماية المدينة من جهة اليابسة.
  • تعاقبت عمليات بناء وترميم الأسوار على مر السنوات لتعزيز دفاعات المدينة.

4.أبراج الأسوار

تحتوي أسوار عكا على عدد من الأبراج الدفاعية التي كانت جزء من نظامها الحصين، من أهمها:

  • برج كريم: يقع في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، ويعد من أبرز أبراجها.
  • برج الحديد: يتمركز في وسط الأسوار الغربية، ويعتبر نقطة مراقبة استراتيجية.
  • برج القشاشف: يقع جنوب برج الحديد ويعرف بموقعه المميز.
  • برج السنجق: يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة، ويعتبر من الأبراج المهمة.
  • برج باب البحر: يقع جنوب خان العمدان، ويعد بوابة هامة تطل على الميناء.
  • بالإضافة إلى برج النبي صالح، وبرج السبيل، وبرج السلطان، وغيرها من الأبراج التي كانت تشكل خطوط دفاع متقدمة.

5.المساجد

تزخر عكا بعدد من المساجد التاريخية، من أبرزها:

  • جامع الجزار: يعد أكبر مسجد في المدينة، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد.
  • جامع الرمل: يقع في السوق العمومي، وهو من أقدم المساجد في عكا.
  • جامع الزيتونة: يقع جنوب الزاوية الشاذلية، وهو معروف بجمال بنائه.
  • مسجد ظاهر العمر: يقع على حدود سوق المدينة القديم، وكان له دور تاريخي هام.
  • جامع البحر: يطل على الميناء، وهو من المساجد التاريخية المميزة.
  • إضافة إلى جامع المجادلة ، وجامع البرج، وغيرها من المساجد التي تنتشر في أرجاء المدينة.

6.الأضرحة والمقامات

تضم عكا مجموعة من الأضرحة والمقامات التي لها دلالة تاريخية وروحية، من أهمها:

  • مقام الشيخ يانس: يقع مقابل جامع الجزار، ويعد من المقامات البارزة.
  • ضريح الشيخ غانم: يتموضع بجوار السور الجنوبي، وله أهمية دينية كبيرة.
  • المقبرة الإسلامية: تقع بالقرب من باب البر، وتحتوي على عدة أضرحة مهمة، منها:
  • قبر النبي صالح.
  • مقام أبو عتبة.
  • قبر الشيخ عزّ الدين.
  • المقبرة البهائية: تقع في منطقة المنشية وتضم عدد من القبور البهائية الهامة.

7.الكنائس

تشكل الكنائس جزء مهم من التراث الديني لمدينة عكا، من أهمها:

  • كنيسة سانت جون: تقع في جنوب غرب المدينة، وتعتبر من أقدم الكنائس.
  • كنيسة سانت أندرياس: تقع في منطقة الفاخورة، وهي من المعالم الدينية المميزة.
  • كنيسة المارونية: تقع مقابل كنيسة أندراوس، وتعد مركز روحي مهم للطائفة المارونية.
  • كنيسة مار جرجس: تقع شرق ساحة عبود، وهي معروفة بتاريخها العريق.
  • الكنيسة المعمدانية: تعتبر من المعالم البارزة في المدينة.

8.الخانات

تضم عكا مجموعة من الخانات التاريخية التي كانت تستخدم كمراكز تجارية واستراحة للقوافل، من أهمها:

  • خان العمدان: يقع في الجزء الجنوبي من المدينة بالقرب من الميناء، ويشتهر بأعمدته العالية.
  • خان الشونة: يقع غرب خان العمدان، وكان مركزاً للتجارة.
  • خان الإفرنج: يقع بالقرب من جامع الميناء، ويعد من الخانات التاريخية الهامة.
  • خان الحمير: يقع في شمال شرق المدينة، وله دور تاريخي كبير.
  • خان العدوي: يقع بالقرب من جامع البرج، وكان محطة هامة للتجار والمسافرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى