إسلامفقهاء وأئمة

لماذا رفض الشعراوي نقل مقام إبراهيم بالحرم المكي.

قصة رفض الشعراوي نقل مقام إبراهيم بالحرم المكي.

إنه إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي. الشخص الذي جدد في خطاب الدعوة الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل عشقه الجميع وفهمه الجميع فهمه الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب وفهمه العالم والعبقرية تأثر به الفقراء والطبقة المتوسطة والأغنياء، ودخل كل منزل في الوطن العربي من أوسع أبوابه، فعاش كما هو اجتمع حوله كل يوم جمعة ليسمع تفاصيله للقرآن الكريم، وكأنه يروي قصة بطريقة تتفاعل معها جوارح كل إنسان صغير كان أو كبير.

شاهد أيضا: نبذة عن حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي

قصة رفض الشعراوي نقل مقام إبراهيم بالحرم المكي.

في عام 1956 كان قد انتقل الشعراوي بصحبة والدته للسعودية للعمل كأستاذ بإحدى الجامعات. ولم يكن الشعراوي عالما معروفا وقتها، وبالرغم من حب وإعجاب تلامذته به، إلا أنه كان أستاذا عاديا مثل 10 الأساتذة.

حين سمع الشعراوي عن نية الملك سعود بن عبدالعزيز في نقل مقام إبراهيم عليه السلام، وذلك حتى يفسح المطاف الذي كان قد ضاق به الطائفين ويعيق حركة الطواف كان قد تبقى فقط 5 أيام على نقل المقام في حدث إسلامي ضخم سيعرض على التلفاز وستبث أحداثه على الراديو في جميع أنحاء الوطن العربي كاحتفال ضخم.

هنا علم الشيخ الشعراوي بالامر، فتوجه إلى رئيس الجامعة وطلب مقابلته وأخبره أن ما يحدث لا يجوز دينيا.

غضب رئيس الجامعة منه بشدة وأخبره قائلا هل أنت أعلم من كل علماء جامعتنا الذين أجاز لك المقام؟

يريد الشيخ الشعراوي تفسير الأمر، لكن رئيس الجامعة رفض نهائيا سماعه.

هنا كتب الشعراوي بحثا من 5 صفحات وأرسله إلى الملك سعود، وحينما تلقى الملك الخطاب وأحس بأن محتواه مهم. أمر رئيس الجامعة بعقد اجتماع فوري مع الشيخ الشعراوي ليناظر جميع العلماء المعروفين الذين أجازوا النقل، كان هذا قبل نقل المقام بيوم واحد فقط.

جلس الشعراوي أمامهم شخص مجهول لا يعرفونه وهم علماء يشهد الجميع لهم.

بدأ الشعراوي في رمي حجته الأولى حيث أخبرهم أن عمر بن الخطاب حينما حدث الطوفان لم يغير مكان الحجر وأعاده إلى مكانه بالضبط.

هنا رد العلماء ضاحكين؟

من الواضح يا شيخ أنك لا تعلم شيئا، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد غير مكان الحجر. وبما أن الرسول قد غيره فقول إن هذا الأمر جائز.

فرد الشعراوي بالطبع أعلم بهذه القصة ولكن من أنتم من أنتم؟ لاتقارنوا أنفسكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو رسول المكلف ومشرع له ما ليس لغيره، وله أن يعمل الجديد غير المسبوق بأمر الله عز وجل، ولو كان عمر يجوز له تغيير مكان الحجر، فكان فعلها فعدم تغيير مكان الحجر يدل أنه لا يجوز لأي إنسان على وجه الأرض تغيير مكان الحجر ليقف الجميع عاجزين عن الرد.

ولكنهم اعجبوا بشخصية الشيخ والعالم المقتدر وبعمله وحضوره وخشيته عن دين الله عز وجل ومقدسات المسلمين ويعلن الجميع اتفاقهم التام مع كل كلمة قالها الشعراوي.

ليتم إلغاء الاحتفال رسميا. ويتم تنفيذ مقترح الشعراوي بتوسيع المطاف وهدم المبنى الكبير الذي يتواجد فيه الحجر وإنشاء قبة صغيرة يتواجد فيها الحجر ويمكن لأي شخص رؤيته منها، وبذلك لم يتغير مكان الحجر قط واستطاعوا توسيع المطاف لينال الشيخ الشعراوي احترام السعودية بأكملها ويوزع صيته ويصبح من أكثر الشيوخ احتراما وتبجيلا لعلمه الذي يدافع عن مقدساتهم. رحمك الله. شيخنا الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى