معلومات عن قصر المصمك
قصر المصمك المعلم التاريخي الأبرز في الرياض تاريخه مرتبط بتاريخ تأسيس المملكة صرح شامخ بطينه وبنائه القديم وسط حداثة مباني الرياض وشوارعها شاهد على 150 عاما من أبرز محطات التاريخ السعودي ومنه قاد الملك عبد العزيز آل سعود معركة التحرير.
حين تتحدث عن المصمك فأنت في حضرة أحد أبرز وأهم معالم الرياض، بل وربما المملكة العربية السعودية كلها ليس فقط لروعة بنائه وتفاصيله، بل لارتباطه بأحداث تضرب في عمق التاريخ السعودي.
تأسيس بناء قصر المصمك
تعود قصة بناء القصر أو الحصن كما يسميه السعوديون إلى عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود الذي شرع في تشييده سنة 1865 ميلادي ضمن قصر كبير في الرياض، أطلق عليه المصمك نسبة لمواصفات بنائه السميكة والمرتفعة، ليظل على مدى 158 عاما متربعا وسط الرياض القديمة، حيث يعد القلب النابض لهذه المدينة التي ارتبط اسمه بمعركة تحريرها.
معركة المصمك
تعتبر معركة المصمك واستعادة الدرعية من أهم المعارك الفاصلة في توحيد المملكة وتأسيس السعودية، حيث انتهت هذه المعركة بالمرسوم الملكي القاضي بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك في 23 من سبتمبر عام 1932 وهو يوم العيد الوطني للبلاد.
لقد توالت الأحداث سريعا آنذاك بعد رحيل الإمام عبدالرحمن عن الدرعية وسقوطها تحت حكم آل رشيد حتى جرت معركة استعادتها بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود الذي خرج على رأس أربعين فارسا بقصر المصمك، قاد بعدها حملة باتجاه الرياض حتى بايعه أهلها عام 1950 ميلادي، لتتوالى الحملات بعد ذلك حتى استطاع الملك توحيد قبائل المملكة التي كانت متفرقة آنذاك. ومع النصر تم تغيير أسماء إمارات كثيرة منها نجد والحساء حتى أعلن أخيرا تأسيس المملكة العربية السعودية بحدودها الراهنة بعد حروب ونزاعات مع الزعامة غير المستقرة في الجزيرة العربية.
معالم مقصر المصمك
المصمك يعني البناء السميك والمرتفع الحصين، وأطلق المؤرخون عليه أسماء عدة منها الحصن والقلعة والمسمك أو المصمك، وهو الاسم الأكثر تداولا يحتوي على أبراج مخروطية مستديرة وجدران سميكة من اللبن.
أما نوافذه فهي على شكل ثقوب صغيرة مثلثة الشكل للتهوية، كما تخفي جدرانه الخارجية العالية عناصره الداخلية كمسجد والديوانية والبئر والعديد من الغرف حول الفناء الداخلي المفتوح.
المسجد.
يقع على الجهة اليسرى من المدخل، والمسجد عبارة عن غرفة كبيرة تضمّ العديد من العمدان، والأرفف لوضع المصاحف، بالإضافة إلى فتحات التهوية في الجدران والسقف، والمحراب.
بوابة القصر.
من أهم معالمه البوابة التي تقع على الجدار الغربي والتي يبلغ ارتفاعها 3.6 متر وعرضها 2.65 مترا مبنية من جذوع النخل والقفل, وسط باب القصر توجد فتحة تسمى الخوخة وتستخدم كبوابة صغيرة وهي ضيقة لدرجة أنها لا تسمح إلا بمرور شخص واحد منحني. وقد شهد هذا الباب المعركة الضارية بين الملك عبدالعزيز وخصومه حيث يمكن مشاهدة الحربة التي انكسر رأسها في الباب.
المجلس أو ما يسمى الديوانية.
وهي حجرة مستطيلة الشكل فيها موقد النار وفي الجهة الغربية منها فتحات التهوية والإنارة كذلك في الجهة الجنوبية المطلة على الفناء الرئيسية للقصر.
بئر للمياه.
بالجهة الشمالية الشرقية من القصر، تسحب المياه منه بواسطة الدلو، وذلك باستخدام المحالة أو البكرة المركّبة على فهوة البئر.
الأبراج.
كذلك يتميز بوجود أربعة أبراج اسطوانية الشكل على كل ركن من أركان القصر, يحتوي كل برج من أماكن للرمي.
الفناء.
أما أوساطه فهناك برج مربع الشكل يسمى المربع يشرف على القصر من خلال شرفة العليا.
وفي عام 1980 تلقى المبنى بعد التجديدات والترميم بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
إنه الرمز الشامخ الذي يمجد شوارع الرياض والقلب النابض وسط أحيائها والقلعة الرائدة التي تخلد تاريخ المملكة العربية السعودية عبر قرن ونصف من الزمن اقتحامه كان نقطة تحول في تاريخ شبه الجزيرة العربية كلها. لذلك ما يزال إلى اليوم يعتبر رمزا حادا للصعود المحوري للأمة السعودية وحلقة تاريخية مجيدة يخلد لها بأبرز صورة متحف المصمك الأثري.
شاهد أيضا: قصر عابدين