نبذة عن هارون الرشيد
هارون الرشيد أعظم خلفاء بني العباس كان يغزو عاما ويحصد عاما ويصلي في اليوم مئة ركعتين في. اشتهر عنه أول ورعه والصبر على الطاعة. تمكن من بسط سيطرته وإخماد الثورات والتمريرات بحكمة ودهاء، فأعطى الحرية لمعارضيه، وفي المقابل عمل على مراقبتهم.
أذل روما وهزمهم في مواقع عدة، فسرعة دول العالم من الهند إلى الصين إلى أوروبا لإرضائه، وكاد أن يسلم الدولة الإسلامية للفرس على طبق من ذهب بعلم بغداد منارة للعلم والعلماء. وبلغ فائض خزينة الدولة في عهده 400 مليون دينار.
نشأة وحياة هارون الرشيد
هو هارون، بن محمد المهدي، بن عبد الله أبي جعفر المنصور، بن محمد، بن علي، بن عبد الله، بن عباس الهاشمي، كان يكنى بأبي موسى، ثم أصبح يكنى بأبي جعفر
ولد هارون الرشيد في مدينة الري سنة 148 للهجرة. وقد نشأ هارون في كنفِ والده الخليفة، وتدرب هارون منذ صغره على الفروسية وفنون القتال، وعندما بدا أن يشتد عوده في سن صغيرة.
عينه والده قائدا في الجيش حتى يحتك مع كبار أمراء الدولة. كل هذا ولم يتجاوز عمره 15 عاما، وبدأ في قيادة الحملات والجيوش وهو في سن 20، وانتصر في أولى المعارك التي خاضها ضد الروم والذين سيكون له معهم صولات وجولات كثيرة لاحقا.
بسبب انتصاره عينه والده وليا ثانيا للعهد بعد الهادي. يذكر الطبري أن والده أطلق عليه لقب الرشيد بعد هذا الانتصار، بالإضافة لكونه حكيما ورشيدة.
خلافة هارون الرشيد
في الرابع من شهر ربيع الأول سنة 170 للهجرة، دخلت الدولة العباسية عصرها الذهبي بإعلان هارون الرشيد خليفة على المسلمين بعد وفاة الهادي.
ليصبح خليفة على إمبراطورية تمتد من وسط آسيا، حتى المحيط الأطلسي، وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره، علما بأن خلافة هارون الرشيد كانت مكسبا للأمة الإسلامية؛ وذلك بسبب أعماله العظيمة التي قدمها للأمة، فقد قِيل إن فترة خلافته هي الأفضل خلال فترة الخلافة العباسيّة التي دامت خمسة قرون، ومن أهم ما قدّمه الخليفة الرشيد في فترة حكمه:
- الارتقاء بالعلوم، والفنون، والآداب.
- كثرة أموال الخراج، حتى بلغت ذروتها؛ إذ بلغت ما مقداره 400 مليون درهم
- تشجيع رجال الدولة في زمنه على بناء الأحواض، وحفر الأنهار، وشق الطرق، وبناء المساجد، والقصور الفخمة، والمباني الجميلة.
- إنشاء هارون الرشيد لمكتبة تضم أعداداً ضخمة من الكتب، حيث أطلق عليها اسم “بيت الحكمة”.
- نمو الدولة، واتساع عمرانها، وازدياد عدد سكانها؛ حيث بلغ مليون نسمة.
السياسة في خلافة هارون الرشيد
خلال هذه المرحلة كانت الدولة العباسية تشهد انقساما كبيرا وتحديات من قبل الطامعين في الخلافة، فكان على الرشيد مواجهتها وهو ما زال في سن 25.
هي هذه التشققات التي كادت أن تطيح للخلافة العباسية؟
المعارضة الطالبية.
اتفق كل من آل عباس و الطالبيين على مواجهة الأمويين وإسقاط دولتهم. لعب العباسيون على مظلومية الطالبيين لكسب تأييد في الحرب، لكن سرعان ما تبددت أحلام الطالبيين بعد إعلان الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح من معقل الشيعة في الكوفة أن الخلافة ستظل عباسية وأن لا حق لأحد غيرهم فيها.
كان هذا الإعلان بمثابة البداية للصدام بين الطرفين، فبدأت أولى الحركات في عهد أبي جعفر المنصور.
قاد هذه الحركة محمد ابن عبد الله النفس الزكية وأخيه. ثم بعد سنوات وبسبب سياسة الهادي التعسفية ضد معارضيه، أعلن العلويون العصيان وخرجوا على الخليفة واستولوا على المدينة المنورة.
وانتهت هذه الحركة بعد أن قضى الهادي عليها في مكة إلى أن جاء حكم هارون الرشيد واتبع سياسة جديدة مع الطالبيين تقوم على التسامح والتساهل، وفي ذات الوقت ارتكزت سياسته على الاستخبارات حتى يضمن عدم التمرد بهم.
لكن وخلال معركة أخيه الهادي ضد العلويين في مكة، هرب اثنان من كبارهم وهما إدريس بن عبد الله العلوي الذي أسس نواة الدولة الإدريسية في المغرب، بالإضافة إلى أخيه إبراهيم الذي فر إلى جنوب بحر قزوين وحاول إقامة دولة هناك.
تمكن هارون الرشيد من إسقاط الأخير، لكنه فشل أمام إدريس الذي تحصن بين قبائل البربر.
وبسبب البعد بين الدولة العباسية والمغرب، بالإضافة إلى الطبيعة الجغرافية القاسية، لم يتمكن هارون من القضاء عليه، وأصبحت دولة الأدارسة عائقا كبيرا أمام هارون الرشيد الطامح لتوحيد الدولة الإسلامية.
وزاد الأمر سوءا قربها من القطب الأندلسي الذي تمركز فيه الأمويون بقيادة عبد الرحمان الداخل وأسسوا دولتهم هناك. وخلال حكمه شهدها أتون العديد من التمردات والثورات وعمل على إخمادها جميعا، فهناك مثلا الإمام موسى الكاظم الذي عرف بقوة شخصيته فالتف الناس حوله، وأصبح ذا شأن كبير في المدينة المنورة، حتى أنه تحدى هارون الرشيد فأمر بالقبض عليه وزجه بالسجن.
لكن تبقى النكبة الأكبر التي ظهرت في عهد الرشيد هي أزمة البرامكة الفرس الذين كادوا أن ينهوا الحكم العباس
شاهد أيضا: ساعة هارون الرشيد
من هم البرامكة؟
وكيف تمكنوا من السيطرة على مفاصل الدولة؟
كانت أسرة البرامكة مقربة من الخليفة هارون الرشيد؛ فقد كبر هارون وحوله يحيى بن خالد بن البرمكي الذي كان يتمتع بالنبل، والأخلاقِ الرفيعة، والذي كان يعده أباً له، فعينه وزيراً بعد تولِيه الخلافة، وكانت أسرة البرامكة عوناً لهارون في حكمه، إلا أن التاريخ يذكر ما يُعرَف ب (نكبة البرامكة)، إذ حصل خلاف بين هارون الرشيد، وأسرة البرامكة، وغضب هارون الرشيد منهم، مما أدى إلى مقتلِ جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي سنة 187هـ/803م، ولكنّه ندم ندماً شديداً بعد تلك الواقعة، ويرد عنه أنه قال: (لعن الله من أغراني بالبرامكة، فما وجدت بعدهم لذّة ولا رجاءً، وددت والله أني شطرت نصف عمري وملكي، وأنّي تركتهم على حالهم)، ويختلف المؤرخون في سبب تلك النكبة؛ فبعضهم يروي بأن الوُشاة، وأصحاب المكر، أوقعوا بين الخليفة، والبرامكة؛ وذلك حسداً لما وصلت إليه العائلة من مَجدٍ وعز في عهده، إذ يروي بعض المؤرخين أن أحد الوشاة أخبر الخليفة بأن البرامكة يؤثرون مصلحة العلويين على مصلحته؛ أي أنهم خانوا الثقة التي أعطاها لهم الخليفة، إلى نحو غيرها من الروايات.
وفاة هارون الرشيد
توفي الرشيد وهو بعمر الخامسة والأربعين خلال قيادته لحملة عسكرية الهدف منها القضاء على التمرد رافعين الليل.