تعليمشخصيات تاريخية

معلومات عن الإسكندر الأكبر

الإسكندر الأكبر أو المقدوني. أسماء متعددة لشخص واحد سجل حضورا طاغيا في عصره، واعتبر أحد أعظم العقول العسكرية في التاريخ أسس أكبر إمبراطورية عرفها العالم القديم ولم يهزم في أي معركة خاضها. ورغم وفاته قبل تحقيق حلمه بتوحيد مملكة لم يسبقه إليها أحد، إلا أن تأثيره على الثقافات اليونانية والأسيوية والأفريقية كان عميقا. الإسكندر رافقته أساطير ومبالغات وروايات متباينة

اين ولد الإسكندر الأكبر؟

ولد الإسكندر الأكبر في مدينة بيلا بمملكة مقدونيا الواقعة شمال غرب اليونان

نشأت الإسكندر الأكبر

وهو نجل فيليب الثاني وأولمبياد تتلمذ على يدي الفيلسوف أرسطو، وأظهر منذ سنوات طفولته شجاعة برزت للجميع حين روض حصانا بريا ضخما صعب المراس، وجعله منذ ذلك اليوم رفيقا له في معاركه. تعلم فنون الحرب وإدارة المعارك من والده، لكن حضور والدته كان طاغيا في حياته. أولمبياس التي تجاوزت الصورة النمطية عن النساء واستبعادها من مركز القرار في اليونان، اعتبرت القوة الدافعة وراء صعود الإسكندر إلى عرش مقدونيا.

الإسكندر الأكبر ملكًا على مقدونيا

وبعد اغتيال والده فجأة على يد حارسه الشخصي، وصل الإسكندر إلى العرش وتخلص من منافسيه قبل أن يتمكنوا من تحدي سيادته، ثم قاد حملات لفرض حكمه على اليونان وإخضاع مدنها للولاء المقدونية أو إلزامها بالبقاء على الحياد.

الجيش الذي ورثه الإسكندر عن والده كان فتيا ومحدود العناصر، استغله في ابتكار تقنيات حربية رائدة، أبرزها مبدأ الحرب الخاطفة بعد توسيع سلاح الفرسان، وضع الإسكندر حلم والده الراحل نصب عينيه، واستعد لاستكمال غزو الإمبراطورية الفارسية عبر البوسفور إلى أسيا الصغرى لمواجهة جيش داريوس، وانتصر عليه في مواجهات حاسمة، وتراجع خصمه تاركا أفراد أسرته وجيشا مشتتا.

تتويج الإسكندر الأكبر فرعون لمصر

تابع سيره عبر الشريط الساحلي السوري واللبناني حتى وصل مصر حيث استقبل بحفاوة، واسترد الكهنة وأهل البلد، وأنشأ مدينة الإسكندرية، وتلقى مراسيم تتويجه فرعونا وابن لأمون

حملته على الإسكندر الأكبر الفرس

عبر مجددا نحو أسيا وبلاد ما بين النهرين. احتل الإسكندر بابل، ثم استسلمت له المدينة الفارسية سوسة، وتابع مطاردة عدوه الهارب داريوس الذي اغتاله أحد قادة جيوشه وخضعت بلادهم لسيطرة الملك المقدوني. بعد وفاة داريوس، اختفت العقبات أمام الإسكندر ليصبح ملك فارس الأعظم

ويستكمل سريعا حملاته في أسيا، ثم يزحف بجيشه الضخم نحو الهند. اعترضته وجنوده متاعب لوعورة التضاريس، وقابل جيوشا تتقدمها الفيلة، كما عانى تمرد قادة جيشه المرهقين والمستهدفين والراغبين في العودة إلى وطنهم بعد سنوات من الحروب والمعارك.

تزامنا مع حملته الأسيوية، تزوج الإسكندر نبيلة فارسية تدعى روكسانا، واعترض عدد من مرافقيه المقدونيين على استراتيجيته في استمالة الفرس بدعوة قادة جيشه للارتباط بنسائهم مثلما فعل، والاعتماد عليهم في حروبه الأخيرة. شعر العديد من المقدونيين أنه وضع ثقته في أشخاص ما زالوا يعتبرونهم أعداء، وواجهته في سنواته الأخيرة انتقادات من مقربيه اتهم بجنون العظمة بعد الإنجازات التي حققها في عمر صغير.

وفاة الإسكندر الأكبر

وازدادت شكوكه في أن الجميع يريدون قتله، بمن فيهم أقرب الناس إليه. في تلك الفترة، كان الإسكندر يسكت معارضيه وانتقاداتهم بادعائه أن له طبيعة إلهية، وأن والده الحقيقي لم يكن فيليب الثاني، بل الإله زيوس. عززت ذلك وفاته الغامضة واعتقاد مرافقيه أن جثته بقيت ستة أيام لم تتحلل. لكن دراسة حديثة حاولت فك لغز وفاته وخلصت إلى أنه لقي حتفه لإصابته باضطراب عصبي نادر يؤدي إلى الشلل، ولذلك بقي ستة أيام على قيد الحياة قبل وفاته الحقيقية. وكما رافقت الشائعات وفاته، ظل مكان قبره مجهولا حتى الأن. اكتشافات حديثة تشير إلى أن ضريحه قد يكون بين واحة سيوة والإسكندرية.

تفككت إمبراطورية الإسكندر المترامية الأطراف بعد وفاته، وانفتح الباب لأطماع قادته المتنافسين، واستقلت بعض الدول عن سيطرة المركز في مقدونيا. ورغم وفاته المبكرة أنشأ الإسكندر أو طور مدنا كثيرة بعضها يحمل اسمه حتى الأن. وقد عاد الإسكندر في عصرنا ليكون ضمن الجدل الدائر بين اليونان وجمهورية مقدونيا حول اسم الأخيرة إلى أن وصلتا إلى اتفاق تتخلى بمقتضاه مقدونيا عن اسمها الذي يماثل اسم الإقليم اليوناني الذي خرج منه الإسكندر وتعد له في استفتاء شعبي ليصبح اسمها جمهورية مقدونيا الشمالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى