لماذا باعت روسيا ألاسكا لأمريكا؟

ألاسكا لم تكن دائما أمريكية، بل كانت روسية في السابق، تحديدا منذ القرن الثامن عشر وعرفت بأميركا الروسية.

كيف تحولت ألاسكا من منطقة تابعة لروسيا إلى ولاية أميركية؟

العلاقة بين أميركا وروسيا لم تكن دائما متوترة، بعكس علاقة روسيا ببريطانيا التي وصلت إلى أوج خلافها عند نشوب حرب القرم عام 1853، وهزمت روسيا شر هزيمة على يد التحالف الذي كانت بريطانيا جزءا منه هذه الحرب استنزفت الموارد المالية للإمبراطورية الروسية، مما دفع القيصر ألكسندر الثاني المحاولة بتقليص الأعباء المالية لبلاده مديونة. وكان أحد الحلول هي بيع ألاسكا الروسية للولايات المتحدة الأميركية، خاصة بعد أن أبلغ سفير روسيا بواشنطن إدوارد ستوكل القيصر بصعوبة إقامة مستعمرات في الاسكا بسبب الطقس البارد.

أسباب أخرى دفعت القيصر لبيع ألاسكا مثل قلقه من أن تحتلها المستعمرات البريطانية المتواجدة بكندا وموقعها قريب جدا من ألاسكا بعكس روسيا.

متي تم بيع ألاسكا امريكا؟

وأوكل القيصر مهمة بيع ألاسكا إلى سفيره بواشنطن الذي بدأ بالفعل مفاوضات البيع في 1860.

لكن هذه المفاوضات توقفت عند نشوب الحرب الأهلية الأميركية واستؤنفت بعد عام من انتهائها. وبدت النتائج مبشرة بسبب العلاقة الجيدة التي جمعت السفير الروسي بوزير الخارجية الأميركي الجديد ويليام سيوارد، ليصل كلا الطرفين إلى مسودة نهائية للبيع في 30 من مارس عام 1867.

لكن الصفقة الفعلية تمت في 18 من أكتوبر للعام نفسه،

بكم اشترت أمريكا ألاسكا؟

تم ببيع ألاسكا ذات 1,700,000 كيلومتر مربع مقابل 7 ملايين و200 ألف دولار أميركي فقط، وهو ما يعادل اليوم قرابة 115 مليون دولار.

أرسلت روسيا خبراءها إلى ألاسكا لدراسة الموارد الطبيعية فيها، فقدر سعرها 10 ملايين دولار أميركي. ونصح هؤلاء الخبراء القيصر بعدم بيعها، بل بإعادة هيكلة حكومته هناك. لكن القيصر تجاهلهم وباعها

الصفقة لم تمر مرور الكرام بأميركا، وطالت وزير الخارجية الأميركي سيوارد انتقادات كثيرة وصفته ب الأحمق بسبب سرية المفاوضات. وشاهد مجلس النواب الأميركي حالة من التخبط أثناء مناقشة هذه الصفقة وتداعياتها، مما تسبب بتأخر أميركا قرابة العام في دفع المبلغ كاملا لروسيا.

موارد ألاسكا

تمكن الوزير سيوارد من إقناع المجلس والشعب أيضا عبر ترويج فكرة أن ألاسكا غنية بالمصادر الطبيعية مثل الفرو والثروة السمكية، لكنه لم يعلم أن ألاسكا غنية بالذهب الذي تم اكتشافه صدفة عام 1896.

وعثر على اكتشاف أخر لم يكن في الحسبان بعد قرن من صفقة البيع، وهو اكتشاف حقل نفط كبير بخليج بروتو أكسب ألاسكا 900 مليون دولار بعام 1966 لوحده.