أدباء وشعراء

أهم شعراء العصر الجاهلي امرؤ القيس وعنترة بن شداد

يعد الشعر الجاهلي من أقدم وأهم الفنون الأدبية العربية، حيث نشأ في الجزيرة العربية قبل الإسلام بقرون عديدة، وكان يمثل ذاكرة العرب ووسيلة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم وتجاربهم.

يتميز هذا الشعر بخصائص فريدة تميزه عن الشعر في العصور اللاحقة من حيث الأغراض والموضوعات والأسلوب، ستناقش في هذا المقال اهم شعراء العصر الجاهلي.

شعراء العصر الجاهلي

تنوعت أغراض الشعر الجاهلي لتشمل مختلف جوانب حياة العرب، مثل المدح والفخر والرثاء والغزل والهجاء والوصف والسخرية، كان الشاعر الجاهلي يعبر عن مشاعر الفخر بنسبه وقبيلته، ويمجد مآثر أبطاله، ويرثي من فارق الحياة، ويغزل في محبوبته، ويهجو أعداءه، ويصف الطبيعة والحياة اليومية، ويسخر من بعض العادات والتقاليد.

  • كما تميز الشعر الجاهلي بأسلوبه الخاص، حيث اعتمد على اللغة العربية الفصيحة بأعلى مستوياتها، وتنوعت بحوره وأوزانه.
  • استخدم الشعراء الجاهليون مختلف الصور البيانية مثل التشبيه والاستعارة والكناية، لإيصال أفكارهم ومشاعرهم بقوة وجمال، سوف نتعرف في هذا المقال عن أهم وأبرز شعراء العصر الجاهلي.

نشأة الشعر الجاهلي

نشأ الشعر الجاهلي في بوادي نجد والحجاز والمناطق المحيطة بها من شمال الجزيرة العربية كانت البادية تعتبر المدرسة التي نشأ فيها الشعراء البارزون مثل المهلهل وحاتم الطائي وطرفة بن العبد والنابغة والأعشى وهم من أقوي شعراء العصر الجاهلي.

  • لم يقتصر الشعراء الجاهليون على كتابة قصيدة واحدة، بل كتب معظمهم العديد من القصائد التي عُرفوا بها وتميزوا بها.
  • أما بالنسبة لرواية الشعر الجاهلي، فقد كانت الأداة الرئيسية لنشره، حيث تخصص الشعراء أنفسهم في روايته كان الشاعر الذي ينظم الشعر يعين شاعرًا آخر يقوم بروايته ونشره.
  • في المجتمع الجاهلي، كان للشعراء مكانة رفيعة، إذ كان لكل قبيلة شاعرها مثلما كان لها قائدها كانت قصائد الشعراء تُستخدم كوسيلة للاسترضاء والمدح، وأحيانًا تثير الحروب.
  • كما أن الحياة الجاهلية بما فيها من حب وغزل وترحال أفرزت العديد من الشعراء الكبار من الفرسان والصعاليك وأبناء الملوك وحتى العبيد.
  • من أبرز هؤلاء الشعراء كان عنترة العبسي، وهو عنترة بن شداد بن قراد العبسي، أحد أشهر الشعراء العرب الفرسان، ولد عنترة لأب عربي وأم حبشية، وله العديد من القصائد الجميلة في غزل محبوبته عبلة كان غزله بها عفيفًا، وشارك في حرب داحس والغبراء، عانى عنترة من حياة الحرمان من أبيه شداد قبل أن يعترف به وينسبه إليه.

شاهد:

افضل 10 شعراء العرب على مدار التاريخ

أشهر شعراء الجاهلية

عروة بن حزام

عروة بن حزام بن مهاجر الضني هو شاعر من بني عذرة، وكان أحد أشهر شعراء  العصر الجاهلي في الغزل، يعرف بتألقه في التعبير عن الحب والتعلق، ومثله مثل باقي شعراء الغزل في عصره، كان عروة معنيًا بتصوير مشاعره تجاه محبوبته عفراء.

  • عاش عروة وعفراء في بيت واحد بعد أن توفي والده وهو صغير، فتولى عمه رعايته ورعاية عفراء.
  • نشأ بينهما ارتباط عاطفي قوي، وعندما بلغ عروة سن النضج، تقدم لخطبة عفراء من عمه إلا أن والدها طلب مهرًا كبيرًا لم يكن في مقدور عروة دفعه. لذلك، قرر عروة الرحيل إلى عمٍ له في اليمن لجمع المهر المطلوب، عند عودته، فوجئ بأن عفراء قد تزوجت من رجل أموي من أهل البلقاء في الشام.
  • لاحق عروة عفراء إلى الشام، حيث استقبله زوجها بالترحاب وأقام عندهم لبعض الأيام بعد ذلك، ودع عفراء وانصرف، وظل حبها يملأ قلبه حتى وفاته.
  • توفي عروة قبل أن يعود إلى قبيلته، ودفن في وادٍ يُسمى وادي القرى بالقرب من المدينة المنورة.
  • ترك عروة وراءه قصائد تعبر عن عمق حبه وعاطفته تجاه عفراء، وقد أنشد العديد من الأبيات في هذا السياق بعد فراقها، تعكس أسى فراقه وحسرة قلبه.

المنخل اليشكري

المنخل اليشكري (580م – 607م)، واسمه الكامل عمر بن مسعود اليشكري، هو شاعر جاهلي بارز من بني يشكر ويعد من أهم شعراء العصر الجاهلي، قبيلة من بكر بن وائل، اشتهر المنخل بغزله، وأصبح قلبه مولعًا بحب زوجة النعمان بن المنذر.

  • لم يعرف الكثير عن نشأته وحياته الأولى، لكن شهرته ومنزلته الشعرية الرفيعة جلبتاه إلى بلاط المناذرة في الحيرة، حيث أقام في أحد قصورهم.
  • استقر المنخل في قصر النعمان بن المنذر، وهناك وقع في حب زوجة النعمان، التي اشتهرت بجمالها وحسنها ولقبت بـالمتجردة.
  • بادلت المتجردة المنخل حبا بحب، وانتشر الحديث عن علاقتهما بين الناس حتى وصل إلى النعمان بن المنذر، عندما علم النعمان بهذه العلاقة، أمر بالقبض على المنخل وحبسه وتعذيبه.
  • رغم نهايته المأساوية، ترك المنخل بصمته في الشعر العربي القديم، وخاصة في قصائد الغزل التي كتبها في حب المتجرّدة، والتي تعكس حبه الكبير وعاطفته العميقة.

الأعشى

الأعشى (570م – 629م)، واسمه الكامل ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة، ينتمي إلى بني قيس بن ثعلبة، يعرف باسم أعشى قيس ويكنى بأبي بصير، لقب بالأعشى نظرا لضعف بصره الذي انتهى به إلى العمى في أواخر عمره، ولد وتوفي في قرية منفوحة بمنطقة اليمامة، وهو من أهم شعراء العصر الجاهلي.

  • يعد الأعشى واحدًا من أبرز شعراء الطبقة الأولى الفحول في الجاهلية، ومن أشهر شعراء الجاهلية في الغزل.
  • اشتهر بكثرة وفوده على الملوك العرب والفرس، مما جعل بعض الألفاظ الفارسية تظهر في شعره، كان مبدعا في نظم الشعر وغنائه، حتى لقب بصناجة العرب.
  • تميز شعر الأعشى بالطابع القصصي، وأكثر من نظم شعر المديح والغزل، له معلقة شهيرة تغنى فيها بمحبوبته “هريرة”، وتزخر هذه المعلقة بالصور والتشبيهات التي تصف مفاتن المرأة وحوارات الحب وعلاقات الحب الفاشلة.
  • تعددت موضوعات شعره وجعلته أحد أعلام الشعر الجاهلي الذين أثروا التراث الأدبي العربي.

المرقش الأكبر

المرقش الأكبر هو عمرو بن سعد بن مالك من ضبيعة بن قيس، ويعد من أشهر شعراء العصر  الجاهلي في الغزل، المرقش الأصغر هو ابن أخيه، كان في قلبه هوى وحب كبير لابنة عمه، إلا أن والدها رفض زواجهما.

  • قرر المرقش الأكبر الرحيل لتأمين ما طلبه عمه كمهر للزواج، وعندما عاد منتصرا وجد أن عمه قد زوج ابنته لرجل آخر.
  • ما زاد من غرابة الأمر أن عمه أخبره بأن ابنته قد ماتت وأعد لها قبرا مزيفا، لم يستسلم المرقش لهذا الخداع، وسرعان ما اكتشف الحقيقة وعلم بزواجها من رجل آخر.
  • انطلق في رحلة للبحث عن محبوبته، إلا أن المرض العضال تحامل عليه في طريقه واشتد حتى وصل إلى بيت محبوبته، رغم اعتراض زوجها، استقبلته محبوبته في بيتها، ولكنه كان في الرمق الأخير ومات هناك في بيت زوج محبوبته.

طرفة بن العبد

طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل (543م – 569م)، ولد في بلدة المالكية في البحرين عام 543م، والدته هي وردة بنت عبد المسيح، وله أخت من أمه تدعى الخرنق بنت بدر.

  • يعد طرفة بن العبد من أشهر شعراء العصر الجاهلي، وصاحب معلقة مشهورة لا تزال محفوظة في صفحات التاريخ.
  • نشأ طرفة يتيم الأب، حيث توفي والده وهو صغير، فنشأ وترعرع في كنف والدته بعد أن رفض أعمامه منحه نصيبه من الميراث، مما جعله يعيش طفولة مهملة.
  • عندما كبر واشتد عوده، أصبح معروفا باللهو والسكر، مما دفع قبيلته إلى طرده، تنقل طرفة بين أطراف شبه الجزيرة العربية بحثا عن مأوى ومعيشة.
  • كان لطرفة حبيبة تدعى خولة، وقد ذكرها في العديد من قصائده الغزلية، من أشهر أعماله معلقته التي كتبها على البحر الطويل وتكونت من 104 أبيات.
  • توفي طرفة بن العبد في سن مبكرة عن عمر 26 عامًا، ولقب بالغلام القتيل بسبب مقتله وهو في ريعان شبابه.

 زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني (520م – 609م)، أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، ولد في منطقة الحاجر عام 520م، التي تقع في أرض نجد بالقرب من المدينة المنورة، ينتمي زهير إلى قبيلة مزينة.

  • توفي والده وهو صغير، فتزوجت والدته من أوس بن حجر، الذي يعتبر من أعظم شعراء الجاهلية، قام أوس بتعليم زهير أصول الشعر حتى أصبح قادرا على كتابة القصائد بطريقته الخاصة.
  • لم تقتصر رعاية زهير على أوس بن حجر فحسب، بل اهتم به أيضًا خاله بشامة بن الغدير، الذي عامله كابن له وورثه مالا كثيرًا، بالإضافة إلى تعليمه الشعر.
  • هذا الدعم والتوجيه من خاله ساعد زهير على تنمية موهبته الشعرية، حتى تفوق على أساتذته وأصبح شاعرا مبدعا.
  • تزوج زهير في بداية حياته من امرأة تدعى ليلى، التي لُقبت بأم أوفى، لكنه سرعان ما طلقها.
  • ثم تزوج من كبشة بنت عمار من بني غطفان، التي أنجبت له ولدين، بعد مرور عشرين عاما، رغب زهير في العودة إلى زوجته الأولى ليلى، لكنها رفضت ذلك.
  • كان زهير من أشهر شعراء الجاهلية، حيث كتب في الغزل والعديد من الأغراض الشعرية الأخرى.

امرؤ القيس

امرؤ القيس (500م – 540م) هو شاعر جاهلي شهير، اسمه جندح بن حجر بن الحارث الكندي، وعرف باسم امرئ القيس، لقب بالملك الضليل وذي القروح، ولد في ديار بني أسد في نجد وكان ينتمي لقبيلة كندة، وهي من أبرز وأهم العائلات الملكية بين العرب في ذلك الوقت، ومن أبرز شعراء العصر الجاهلي.

  • اشتهر امرؤ القيس بأشعاره الغزلية التي تميزت بالوصف الخيالي والعاطفي، فقد كان شغوفا بالشعر ومتقنا في تصوير مشاعره وأحلامه، كما عرف عنه كثرة علاقاته الغرامية مع النساء، وحبه للخمر والصيد.
  • من أشهر قصائده الغزلية معلقته التي كتبها واصفًا فتاة أحبها تُدعى فاطمة، بسبب كثرة مجونه وتشبيبه بنساء قبيلته، وكذلك تعرضه لطريق أي امرأة يراها، طرده والده من القبيلة.
  • لم يكن امرؤ القيس يبالي عند نظم شعره الفاحش الذي يحكي تفاصيل قصصه الغرامية، مما جعله من أبرز شعراء الجاهلية في الغزل، حيث خالف العادات والتقاليد المتعارف عليها.
  • انتشرت شهرة امرؤ القيس بسبب لهوه ومجونه، وتُعد معلقته من أجود ما قيل في الشعر العربي.

عنترة بن شداد

عنترة بن عمرو بن شداد العبسي هو أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي وفارس من فرسان العرب المشهورين، ولد في نجد عام 525 ميلادي وتوفي عام 600 ميلادي قرب قرية النعي.

  • يكنى بأبي المغلس تميز شعره بالفخر والحماس، ويُعَد من الشعراء المتميزين في هذا النوع من الشعر، على الرغم من أن والده كان من سادات قريش، إلا أن عنترة رعى الماشية بسبب كون والدته أمة حبشية، مما أثر على مكانته الاجتماعية في البداية.
  • اشتهر عنترة بقصته العاطفية مع ابنة عمه عبلة بنت مالك، حيث أحبها بشدة ونظم فيها العديد من القصائد الغزلية التي تتميز بالغزل العذري، مما يعكس أخلاقه الرفيعة ومشاعره النبيلة.
  • تميزت أشعار عنترة بقوة التعبير وبلاغة الوصف، وقد برز في ميدان الشعر كما برز في ساحات القتال، دافع عن قبيلته بشجاعة وكانت له مواقف بطولية كثيرة، قصائده كانت تعبيرا عن مشاعره وتجاربه، واحتلت مكانة مرموقة في الأدب العربي.

تعد أشهر قصائده تلك التي تناولت شجاعته في المعارك وعشقه لعبلة، حيث قال فيها:

  • هل غادر الشعراء من متردم
  • أم هل عرفت الدار بعد توهم
  • يا دار عبلة بالجواء تكلمي
  • وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي

تظهر في هذه القصائد قوة عنترة الشعرية وعاطفته الجياشة، مما جعله أحد أعلام الأدب العربي وشعراء الفخر والغزل.

من هم أشهر شعراء العصر الجاهلي؟من هو أول شاعر في الجاهلية؟من هو سيد الشعراء؟من أجمل أبيات الشعر الجاهلي؟شعراء العصر الجاهلي pdf.من أشهر شعراء الجاهلية.شعراء العصر الجاهلي المعلقات.شعراء العصر العباسي.شعراء الجاهلية في الغزل.أشهر شعراء العصر الجاهلي في الفخر.شعراء العصر الأموي.شعراء العصر الإسلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى