ساعة هارون الرشيد .. اسألوا شارلمان عنها
ساعة هارون الرشيد خليفة للمسلمين ببغداد تصدرت محركات البحث على موقع جوجل الشهير عجز الغرب وعرفت لغزها وأطلقوا عليها ساعة الشيطان.
الساعة التي ذكرها المعلق التونسي عصام الشوالي خلال افتتاحية كأس العالم بقطر عندما تغنى بأمجاد العرب والحضارة العربية التاريخية قائلا نحن العرب نحن مهد الديانات ورسالة السماء نحن العرب التاريخ والمستقبل، واسألوا شارلمان عن ساعة هارون الرشيد.
فما هي قصة ساعة هارون الرشيد؟
هارون الرشيد وشارلمان
شهدت الدولة العباسية أشهر فترات الخلافة الإسلامية التي وصفت بالعصر الذهبي للإسلام، وذلك خلال تولي الخليفة العباسي هارون الرشيد للخلافة ببغداد عام 786 للميلاد.
ففي فترة خلافته عرفت الدولة تطورا مهيبا على المستوى العلمي والحضاري جعلت كل الممالك والدول المجاورة تهمها وتبتغي عقد التحالف معها، حتى أن شارلمان أحد ملوك مملكة الفرنجة قديما أي فرنسا في الوقت الحالي وحاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة بين عامي 800 و 814 ميلادي كان قد بعث برجال من بلاده للتعلم من علماء وفقهاء المسلمين ببغداد آنذاك
ساعة هارون الرشيد
عندما حان وقت مغادرة مبعوثي شارلمان العودة لبلادهم وتطبيق ما تعلموه أرسل معهم الخليفة هارون الرشيد هدية خاصة للإمبراطور الروماني شارلمان كانت عبارة عن ساعة مائية من النحاس الأصفر يقال أنها أول ساعة عرفتها أوروبا، وبدت كتب تحفة فنية لا مثيل لها، إذ كان ارتفاعها يعادل 4 أمتار، وتتميز بـ ميكانيكية عمل سابقة للعصر والزمان تعتمد في حركتها على نظام الإسقاط، حيث كانت الساعة تتحرك بفعل قوة الماء، مما ينتج عن ذلك سقوط عدد من الكرات المعدنية فوق القاعدة النحاسية بحسب عدد الساعات الماضية، وهو ما يصدر عنه رنين الموسيقي الجميل في جميع أنحاء القصر، إلا أن عظمة التصميم لا تتوقف هنا بما أنه إضافة لذلك الرنين، فمع مرور كل ساعة يفتح باب من الأبواب 12 للهيكل ليخرج بدوره عدد من مجسمات الفرسان تزداد مع مضي كل ساعة حتى تفتح جميع الأبواب ليعود العد بأوله بطريقة مبتكرة أصابت الساعة كل من رأوها بالهوس والإعجاب حتى عجز الكل عن فك شيفرة عملها.
شاهد ايضا: من هو عبد الرحمن الداخل؟ وكيف أسس إمارة في الأندلس؟
فضيحة شارلمان
بعدما أسرت ساعة هارون الرشيد فكر شارلمان وحاشيته الذي لا عجز وعرفت كل لغزها وسر عملها خاصة نظامها الذي لا يخطئ البتة في تحديد الوقت.
اعتقد رهبان الملكي أن بداخلها شطيانا يسكنها ويحركها ليأمر شارلمان من فوره جنوده بتحطيم ها، وهو ما كان له حينها أصيب الجميع بالصدمة والخيبة بعد أن اكتشفوا خلوها من العفاريت، لكن شارلمان كان الأكثر تأثرا بعدما أحس بالحزن الشديد لفعلته، ما جعله يستدعي أمهر الخبراء والعلماء والصداع الفنيين والمهندسين، لكن كل محاولاتهم لفهم أو إصلاح الساعة وإعادة تركيبها باءت بالفشل ليشعر شارلمان بالخجل أمام قمة التطور العربي السابق لكل إمبراطوريته.
مع ذلك حاول مستشاروه إقناعه بمخاطبة الخليفة هارون الرشيد وطلب العون منه، إلا أنه رفض شارلمان هذا المقترح وقال: أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارًا باسم فرنسا كلها! قد حطمت هديتك ولم أستطع إصلاحها أنا وكل المهندسين والعلماء الموجودين بالمملكة