حصار القدس عام 1187 امتداد لمعركة حطين الفاصلة بين الصليبيين والمسلمين بقيادة العسكري المحنك صلاح الدين الأيوبي.
قاد صلاح الدين الأيوبي، حملة لاستعادة الأراضي الإسلامية في الشرق الأوسط، بما في ذلك القدس، التي كانت تحت سيطرة الصليبيين منذ عام 1099. وفي عام 1187، نجح صلاح الدين في التغلب على الجيوش الصليبية واستعادة العديد من المدن الفلسطينية، بما في ذلك القدس.
بعد انتصار حطين، انتهج صلاح الدين خطة عسكرية محكمة لإضعاف الصليبيين ماديا ومعنويا في مدن الساحل قبل التوجه لفتح بيت المقدس.
كان صلاح الدين يدرك أن الغرب الأوروبي الصليبي لن يصمت وسيرسل جيوشه إلى موانئ الشام، وتهب فرسانه جماعات وفرادى لاسترداد بيت المقدس، وفيه كنيسة القيامة وهي عندهم حيث صلب المسيح وقرب الذبيح وتجسد اللاهوت وتأله الناسوت وقام الصليب.
سار صلاح الدين بجيشه واسترجع عكا والناصرة وحيفا ونابلس وبيسان ويافا وصيدا وبيروت والرملة وبيت لحم والخليل.
وما إن استسلمت عسقلان في سبتمبر من العام نفسه، حتى توجه صلاح الدين شمالا نحو القدس بجيش عظيم جمعه من مصر وبلاد الشام والعراق وبلاد المغرب.
حصار القدس ضرب حول القدس حصارا شديدا استمر من العشرين من سبتمبر إلى الثاني من أكتوبر عام 1187، شنوا هجوما كاسحا على المدينة وكثف رمايات المجانيق والسهام والنيبال من رماة متقدمين جعلهم خلف المهاجمين يحمونه منهم حتى نجح في فتح ثغرة كبيرة في السور نفذ منها جيشه. ولما رأى الصليبيون شدة القتال وأدركوا أنهم أشرفوا على الهلاك، أرسلوا وفدا إلى صلاح الدين يطلب الأمان واشترط قائدهم باليان بن ابلين. المعروف عند المؤرخين العرب بابن بارزان احترام من في المدينة من الصليبيين والسماح لمن يشاء بمغادرتها، وهي ذات الشروط التي عرضها عليهم صلاح الدين من قبل ولكنهم تعنتو ورفضوا.
سلم بال يان المدينة إلى صلاح الدين الأيوبي فاشترى القائد المسلم بعد 88 عاما من الاحتلال الصليبي. ويوم الجمعة 27 من رجب عام 583 للهجرة دخل صلاح الدين المدينة المقدسة في يوم مشهود لم ينتقم فيه ولم يثأر، بل عفا عن أعدائه وصفحة عنهم وأمنهم في ملحمة هي الأعظم في العصور الوسطى.