كيف تفوقت الصين على اليابان؟
تفوق الصين على اليابان من المعروف ان المنتجات اليابانية مرتفعة الجودة، أما الصينية فوجودها سيئة. كان هذا الاعتقاد السائد لسنين طويلة، لكن الحال تبدل تماما. والصين اليوم تتفوق على اليابان. ففي عام 2010 أصبحت ثاني أقوى اقتصاد في العالم مكان اليابان، ووصل الناتج المحلي الإجمالي لها حوالي ثلاثة أضعاف الناتج المحلي لليابان. أما التجارة الخارجية اليابانية فبالكاد تصل لربع نظيرتها الصينية وحتى تجارة السيارات فخر الـيابان تفوقت عليها الـصين عام 2023 فتنتج سبعة أضعاف السيارات التي تنتجها اليابان. ومكانة الـصين الثقافية تتعاظم، فتملك تطبيقات مثل تطبيق تيك توك الغني عن التعريف، بينما تختفي اليابان تقريبا عن الساحة الرقمية
كيف تفوقت الصين على اليابان؟
بدأ التواصل بين الصين واليابان في القرن الأول قبل الميلاد، وكان للـصين اليد العليا، فتأثرت بها الـيابان كثيرا في اللغة والكتابة والفلسفة والدين. ويكفي أن تعرف أن 60% من الكلمات اليابانية مشتقة من اللغة الصينية. لكن الحال تغير في القرن التاسع عشر حين تخلصت اليابان من عزلتها وتفوقت على الـصين إلى أن وصل بها الحال لاحتلالها في الحرب العالمية الثانية، وخلق ذلك نوعا من العداء بين البلدين لم ينته حتى اليوم. وبعد الحرب بدأت اليابان بالصعود وتطورت صناعيا واقتصاديا وثقافيا إلى أن أصبحت ثاني أقوى اقتصاد في العالم عام 1968. في المقابل كانت الـصين تعاني من الفقر والبطالة والفساد بل وحتى المجاعة، ومع ذلك نجحت في تحقيق نمو اقتصادي سريع في السبعينات، وبدأت الفجوة بين البلدين تتقلص إلى أن تفوقت الـصين على اليابان اقتصاديا عام 2010 وواصلت الصعود لتصبح اليابان خلف الـصين بمسافة ليست بالقليلة، فهي اليوم المنافس الأسيوي الأول لأميركا في الصناعة والثقافة والتكنولوجيا الرقمية، وبالمقابل بالكاد نرى إنجازا جديدا لليابان.
ما هي اسباب تفوق الصين على اليابان؟
تعددت الأسباب التي أدت لتفوق الصين على اليابان منها أن عدد سكانها عشرة أضعاف سكان اليابان وتملك موارد كبيرة بعكس اليابان التي تقع على جزر قليلة الموارد، هذا بالإضافة لكفاءة الحكومة الصينية بإدارة البلاد.
أما اليابان فيشير خبراء أنها تعاني أزمات كبيرة منها الأزمة السكانية وارتفاع الديون، لكن أهم أزماتها هي أزمة الابتكار، فالدراسات أظهرت أن الشركات اليابانية تركز على الحفاظ على الوضع القائم دون البحث عن فرص جديدة للنمو، لذلك لا يعتقد أن اليابان ستلحق بالـصين قريبا، بل إن الـصين مرشحة لأن تتفوق على أميركا اقتصاديا عام 2028 بحسب تقارير اقتصادية.