أخبار

انحسار البحر المتوسط في سيناء وفي شواطئ الوطن العربي

انحسار البحر المتوسط، أيام قليلة مرت على الكارثة التي التي ضربت تركيا وسورية، وما تزال قصصها تتوالى على مسامعنا وأعمال الإنقاذ متواصلة حتى الآن بحثا عن ناجين أو عن نفس يتم إنقاذه، وفي خضم كل ذلك حذر كثيرون من تبعات تلك الكارثة، وأن آثارها لن تقتصر على تركيا أو سورية.

فهل ما يحدث في سيناء له علاقة بالزلزال؟

مساء السبت 18 من فبراير 2023، تفاجأ أهل سيناء المصرية بانحسار مياه الشواطئ عن مدينتهم بدرجة كبيرة ملحوظة إذ تراجع منسوب البحر الأبيض المتوسط عن شواطئ المحافظة في ظاهرة غريبة تحدث للمرة الأولى، الظاهرة التي أكدها أهالي مدينة العريش أهم مدن سيناء الواقعة على البحر المتوسط، وأكبر مدينة صحراوية في مصر على الإطلاق، والتي أكد أهلها أنهم تفاجأوا بتراجع ملحوظ في مياه الشاطئ، إذ انحسرت مياه البحر المتوسط على شواطئ مدينة العريش وعدد من الشواطئ الأخرى، تحديدا في منطقة الرواق بمدينة بئر العبد الواقع شمال سيناء، الأهالي حددوا تراجع مياه الشاطئ الذي تطل عليه مدينتهم، إذ تراجع الشاطئ لمسافة تتراوح بين 10 إلى 15 مترا، وأكدوا أن هذه الظاهرة تحدث للمرة الأولى بالتاريخ، وأنهم عجزوا عن إيجاد تفسير محدد لها، وليس شاطئ العريش هو الوحيد، بل شهدت عدة شواطئ لمحافظة شمال سيناء في مصر انحسار منسوب مياه البحر المتوسط.

ليست شواطئ مصر فقط.

شواطئ سيناء المصرية ليست هي فقط التي شهدت هذه الظاهرة، إذ سجلت شواطئ في الجزائر وليبيا ولبنان وحتى تركيا تراجعا كبيرا في منسوب المياه، في ما بدا أنه انحسار البحر المتوسط.

وفي حين تتوالى الصور وتسجيلات الفيديو على السوشل ميديا التي توثق انحسار البحر قبالة الشواطئ، إلا أنه حتى الآن لا يوجد تعليق من الخبراء، بل ما يزالون حتى اليوم يلتزمون الصمت وكأنهم عجزوا عن إيجاد تفسير علمي منطقي يفسر هذه الظاهرة، فبينما يستمر البحر بالتراجع في سيناء، كاشفا أمتارا من الشواطئ كانت تغمرها المياه منذ آلاف السنين، تظهر صور توثق انحساره أيضا قبالة شواطئ عدد من المناطق الجزائرية منها ولايات جيجل وبجاية وتيبازة سكيكدة. كذلك لفتت أخبار أخرى الأنظار كانت تتحدث عن انحسار البحر المتوسط قبالة جيجل إحدى ولايات الشرق الجزائري، وأن هذا الانحسار نتج عنه ظهور شاطئ صخري يحوي رسوما ونقوش شات قيل إنها تعود لآلاف السنين.

بينما ردت مديرية الثقافة في الولاية بأن هذه الرسومات الظاهرة حديثة، ومن تنفيذ نحات هاو يعيش حاليا في فرنسا. وليست الجزائر ومصر فقط، ليبيا أيضا شهدت ظاهرة مشابهة تحديدا في بحيرة تيبازة في مدينة بنغازي والتي انخفض منسوبها بصورة واضحة، وبالعودة لبلاد الشام إلى لبنان تحديدا، فقد تحدثت تقارير عن تراجع مياه البحر في منطقة شواطئ عدلون القاسمية جنوب البلاد، ذلك عدا عن انحسار المياه لأكثر من 50 مترا قبالة شواطئ مدينة موغلا جنوب غرب تركيا.

تفسيرات شحيحة متضاربة، بينما سكت الخبراء عن تفسير الظاهرة، إلا أن بعض المواقع المختصة بمجال الطقس فسرتها على أنها لا تتعدى كونها شكلا من أشكال المد والجزر، الظاهرة الطبيعية المعروفة التي تنجم عن قوى الجاذبية للشمس والقمر، وأن هذا الانحسار مؤقت ولن يدوم طويلا، ومياه البحر لن تلبث أن تعود لمواقعها السابقة على الشواطئ. لكن كثيرين رأوا أن هذا التفسير بعيدا كثيرا عن الواقع، لأنه من المعروف أن المد والجزر لا يدوم من سوى ساعات، اذا ما انحسار مياه البحر الحالي ما يزال مستمرا منذ أيام، والمياه تبدو مستقرة في مكانها الذي بلغت. أو ربما هي مستمرة في التراجع وليس العكس، كما توقع أصحاب نظرية المد والجزر، بينما يربط آخرون بين الزلزال الكارثي الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى