المعارك التي غيرت مجرى التاريخ، على مدار الـ5 آلاف عام الماضية، شهد العالم عشرات المعارك الكبرى، بينها 4 معارك غيرت مجرى التاريخ
ما هي أهم 4 معارك التي غيرت مجرى التاريخ؟
معركة كاناي (216 ق.م)
في الثاني من اغسطس عام 216 قبل الميلاد. تحرك القائد الروماني جايوس فارو إلى جنوب شرق ايطاليا على رأس جيش من 87 ألف جندي لسحق جيش القرطاجي البالغ عدده 50 الف جندي، بقيادة القائد العبقري حنّبعل. تظاهر حنّبعل بالتراجع لأيام لجذب الرومان إلى قرية كاناي جنوب شرقي إيطاليا، بعدما أنهكهم السير في الأراضي القاحلة. كثف الرومان استخدام المشاة في تشكيلات أعمق بكثير من المعتاد، فاستعمل حنبعل تكتيك الكماشة محققا نجاحا مذهلا دمر الأعداء. كتب المؤرخ بوليبيوس “76 ألف روماني وحليف لهم قتلوا وخضع 10 آلاف للأسر، بينما لم يخسر القرطاجيين سوى 5,700 ضحية فقط”.
معركة كاناي أثرت في الفكر العسكري العالمي، واعتبرت المعيار الذهبي للتألق الحربي بتحويل المسار من القتال الموازي إلى خطة الكماشة.
وباعتراف الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف عملية عاصفة الصحراء استلهمت مخططها من كماشة حنبعل بمعركة كاناي.
معركة ملاذكرد (1071)
من أهم معارك التاريخ الإسلامي وأشدها ضراوة، 15 ألف محارب بقيادة السلطان محمد السلجوقي الملقب بـ ألب أرسلان ضد 200 ألف جندي من الروم البيزنطيين يقودهم الإمبراطور رومانوس الرابع. التقى الجيشان شرق الأناضول عام 1071، واندلعت معركة ضارية استمرت لأيام، رغم قلة العدد والعدة حقق المسلمون نصرا مبينا، قتلوا أغلب عناصر الجيش البيزنطي ولاذ الباقي بالفرار وأسر إمبراطور الروم ولم يفرج عنه إلا بتعهد بدفع فدية قدرها مليون ونصف مليون دينار وتحرير كل أسرى المسلمين لديهم.
معركة ملاذكرد فتحت باب الأناضول أمام القبائل التركية، ومهدت لتأسيس دولة سلاجقة الأناضول، ومن رحمها ولدت الخلافة العثمانية التي ورثت الإمبراطورية البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية.
معركة تارين الثانية (1192)
أهم معركة في تاريخ شبه القارة الهندية وقعت عام 1192 بين الغوريون والشاهمانات وحلفائهم بالقرب من تارين في الهند، غلب السلطان الغوري معز الدين محمد الغوري ملك الشاهمانا بريتيفراج الثالث منتقم منه بعد هزيمته بمعركة تارين الأولى. اجتاحت جيوش الغوري شمال الهند دمرت معاقل البوذية الهندية في الطريق ووصلت الى البنغال بحلول عام 1200. وفي النهاية أصبحت معظم الهند تحت الحكم الإسلامي مع انشاء سلطنة دلهي وإمبراطورية المغول.
شاهد ايضا: كيف دخل الإسلام إلى الشيشان؟
معركة عين جالوت (1260)
من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز يدمر أسطورة جيش المغول الذي لا يقهر في العشر الأواخر من شهر رمضان، عين جالوت كانت سببا للحفاظ على أغلب الأراضي في العالم الإسلامي وأوروبا من تزايد هجمات المغول عبر منعهم من التحرك غربا وإثبات أن هزيمتهم ممكنة، بعد فترة وجيزة انهارت جبهة المغول الموحدة لغزو العالم وسقطت في مستنقع الاقتتال الداخلي.