حيوانات مفترسة

تطور وسلوك السنوريات واشرس انواعها

تعتبر الثدييات مجموعة من الحيوانات الفقارية التي تتميز بقدرتها على تغذية صغارها عن طريق حليب الغدد الثديية الخاصة بالأم كالسنوريات، إلى جانب هذه الخاصية الفريدة، تمتلك الثدييات العديد من السمات المميزة التي تفرقها عن باقي الفقاريات.

وسيتناول هذا المقال بعض الحقائق المثيرة حول السنوريات، وهي فصيلة من الثدييات التي تشمل الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور.

السنوريات

السنوريات هي عائلة من الثدييات تتبع تصنيف الكارنيفورا، وتعرف بالعامية باسم القطط، يطلق على أفراد هذه العائلة أيضًا اسم الفيليديا، وتتميز بتنوع ملحوظ في أنماط الفراء، وهو الأكثر تنوع بين جميع الحيوانات الأرضية آكلة اللحوم.

  • تشمل السمات الفريدة لهذه العائلة مخالب قابلة للسحب، وأجساما نحيلة ومرنة تتمتع بعضلات قوية.
  • بالإضافة إلى ذلك، تتميز عضلات الوجه بقدرتها على توفير عضة قوية، مما يجعل معظم أفراد هذه العائلة من الحيوانات المفترسة.
  • تنتشر السنوريات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك إفريقيا، أوروبا، آسيا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، تختلف أنماط نشاطها بين الليل والنهار، وذلك بناءً على نوع الفرائس المفضلة لكل نوع منها.

تنقسم عائلة السنوريات إلى ثلاث فصائل رئيسية:

  1. البانثيرين: التي تشمل الأسود والنمور.
  2. الفيليناي: التي تشمل القطط المنزلية وأقاربها.
  3. السينونيشيناي: وهي تضم الفهود.

يختلف أفراد هذه الفصائل عن بعضهم البعض في عدة جوانب، مثل تركيب جهاز الهيدويد والغلاف الجلدي الذي يحمي مخالبهم، مع تطور علم البيولوجيا الجزيئية وتقنيات تحليل البيانات المورفولوجية، تمكن العلماء من فهم طبيعة السنوريات بشكل أعمق.

تطور السنوريات

تعد عائلة السنوريات الفيليديا جزءا من فئة الفيليفورميا، وهي مجموعة تطورت على مدار ملايين السنين إلى عدة عائلات، ويعتقد أن هذا التطور قد بدأ منذ حوالي 50.6 إلى 35 مليون سنة، يمكن تلخيص تطور السنوريات كما يلي:

  • تعد الفيليديا واللينسنج الآسيوي مجموعتين حيوانيتين شقيقتين، وقد انفصلتا وتطورتا إلى فصائل منفصلة بين 35.2 و31.9 مليون سنة مضت.
  • يرجح أن السنوريات الأولى ظهرت بين 35 و28.5 مليون سنة، وأقدم سنور معروف هو براوليريوس، الذي ظهر بعد انقراض الأيوسين-الأوليجوسين قبل حوالي 33.9 مليون سنة، وقد وجدت بقايا حفريات هذه الكائنات في فرنسا ومنغوليا.
  • تشير الأدلة الأحفورية إلى أن السنوريات وصلت إلى أمريكا الشمالية قبل حوالي 25 مليون سنة.
  • عاش نوع يدعى بسودو لاريس في إفريقيا خلال العصر الميوسيني المبكر، قبل حوالي 20 إلى 16.6 مليون سنة، وتم العثور على فكين أحفوريين في تكوينات جيولوجية في أوروبا.
  • تطورت فصيلة السنوريات ذات الأنياب الطويلة المعروفة باسم ماشيرودونينا خلال العصر الميوسيني المبكر والأوسط في إفريقيا، وقد هاجرت شمالا في العصر الميوسيني المتأخر، هذه الفصيلة كانت متكيفة لتتغذى على الحيوانات الكبيرة بفضل أنيابها الضخمة.
  • يعتبر نيناشايرودس أقدم عضو معروف في السنوريات، وقد عاش في إفريقيا وأوراسيا قبل حوالي 8 إلى 6 ملايين سنة، وقد تم العثور على العديد من الهياكل العظمية لهذا النوع في إسبانيا.
  • تشير الدراسات الحديثة لتحليل الميتوكوندريا إلى أن فصيلة الفيليديا الحديثة قد انحدرت من سلف مشترك نشأ في آسيا خلال العصر الميوسيني المتأخر، وهاجرت إلى إفريقيا وأوروبا والأمريكتين عبر حوالي 10 موجات هجرة على مدار الـ 11 مليون سنة الماضية.
  • وأخيرا يعد النوع بنثا بليثيا من أقدم أنواع السنوريات، حيث يعود تاريخه إلى أواخر عصر الميسنيان منذ حوالي 4.1 إلى 5.95 مليون سنة.
  • تظهر هذه الحفريات والتقديرات الزمنية تطور تدريجي ومتنوع للسنوريات على مر العصور، مما يعكس تاريخ طويل ومعقد لهذا النوع.

تغذية السنوريات

قبل الحديث عن سلوك السنوريات، من المهم التطرق إلى نمط تغذيتها الذي يتميز بعدة خصائص فريدة، يمكن توضيح تفاصيل تغذية السنوريات على النحو التالي:

  • تعد السنوريات من الحيوانات التي تقع على قمة السلسلة الغذائية، حيث تختلف مصادر غذائها بحسب حجمها، فالسنوريات الصغيرة غالبا ما تتغذى على القوارض، الأرانب، والأرانب البرية.
  • بالإضافة إلى ذلك، قد تتضمن وجباتها الزواحف، البرمائيات، الأسماك، القشريات، الطيور، وحتى الحشرات.
  • تتميز السنوريات بكونها انتهازية في غذائها، حيث تتناول أي لحوم متوفرة، غالبا ما تقوم بتفكيك جثث الفرائس التي تصطادها لتسهيل تناولها.
  • ومن المعروف أن بعض الأنواع من السنوريات قد تكمل وجباتها بلحوم الفريسة بتناول الفاكهة، فعلى سبيل المثال، لوحظ أن الأسود الصحراوية تأكل البطيخ بعد تناول غذائها الأساسي من اللحوم.
  • يعتبر تناول العشب جزءًا من سلوك التغذية لدى بعض السنوريات، وهو يساعد في التخلص من كرات الفراء المتكونة في الأمعاء نتيجة لابتلاع الشعر أثناء تنظيف نفسها.
  • كما يمكن للسنوريات تناول اللحوم من بين العظام أو سحبها في كتل دون الحاجة إلى مضغها، مع استثناءات مثل النمر القطبي الذي قد يعتمد على طريقة مختلفة في تناول فرائسه.
  • بالنسبة للحيوانات الكبيرة من السنوريات، فإن التغذية غالبا ما تعني اصطياد والتهام فرائس ضخمة، فيما تتغذى الأنواع الصغيرة بشكل رئيسي على الفرائس الأصغر مثل القوارض.

تظهر هذه الخصائص تنوعا في أنماط تغذية السنوريات، مما يعكس قدرتها على التكيف مع بيئاتها المختلفة والمصادر المتاحة من الغذاء.

سلوك السنوريات

السنوريات تتمتع بسلوكيات فريدة تميزها عن بقية عائلات الحيوانات، فهي تحظى بشهرة خاصة نظرًا لأن بعض أفرادها تعيش كحيوانات أليفة، بينما ينتمي البعض الآخر إلى الحيوانات المفترسة، فيما يلي أبرز سمات سلوك السنوريات:

  • الرؤية: تمتلك السنوريات رؤية مجهرية تعتمد على استخدام كلتا العينين، ما يمكنها من رؤية الفريسة من مسافات بعيدة ومع ذلك، فهي لا تستطيع الرؤية في الظلام الدامس وتحتاج إلى ضوء خافت على الأقل للتمييز بين الأشياء في الليل.
  • تحتوي عيونها على طبقة عاكسة خلف شبكية العين تسمح بإعادة تمرير الضوء غير الممتص لتنشط شبكية العين مرة أخرى، ما يعزز قدرتها على الرؤية في الإضاءة المنخفضة.
  • حاسة الشم والتذوق: ترتبط هاتان الحاستان ارتباط وثيق في السنوريات، كما هو الحال مع جميع الثدييات، وتعزز حاسة الشم بشكل خاص من قدرتها على تحديد موقع الفريسة.
  • السمع: تتميز السنوريات بقدرتها على سماع الأصوات ذات الترددات العالية التي لا يستطيع البشر إدراكها، وهي ميزة حيوية أثناء مطاردة الفرائس.
  • الشعيرات الحسية: تعمل شعيرات الوجه والجسم لدى السنوريات كأدوات حسية، مما يساعدها على تجنب الاصطدام بالأشياء في الإضاءة الخافتة، ما يجعلها أكثر فعالية في التنقل خلال ظروف الرؤية المحدودة.
  • الحياة الاجتماعية: يعيش بعض أفراد السنوريات في الغابات كأزواج، بينما تفضل أنواع أخرى الحياة ضمن مجموعات عائلية، حيث تختلف أنماط الحياة الاجتماعية بين الأنواع.
  • النوم والراحة: تحتاج السنوريات إلى فترات طويلة من النوم، تصل إلى نحو ثلثي اليوم، وهو ما يتماشى مع كمية الطاقة الكبيرة التي تنفقها أثناء الصيد.
  • ومع انخفاض طفيف في درجة حرارة الجسم أثناء النوم، غالبا ما تختار السنوريات الأماكن الدافئة والمشمسة لتستغرق في نومها العميق.

أهم أنواع السنوريات

تعد القطط الكبيرة من أكثر الحيوانات جاذبية وإثارة في العالم، ولكنها أيضًا من أكثر الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، ومن بينها:

  • النمر 

أكبر القطط البرية، يصل وزنه إلى 320 كغ، ويعد مهددا بالانقراض، خاصة في العقود الأخيرة جهود الحماية أنقذت النمر السيبيري، وتوجد النمور البنغالية في الهند.

  • الأسد

ثاني أكبر السنوريات انخفضت اعداده بشكل كبير، ويتواجد حاليًا في إفريقيا والهند، انقرض الأسد البربري من شمال إفريقيا.

  • الفهد

أسرع الحيوانات على الأرض، تصل سرعته إلى 96 كم/ساعة، يتكيف مع حرارة إفريقيا ويمكنه الشرب مرة كل أربعة أيام.

  • القط الرملي 

يعيش في صحاري شمال إفريقيا والشرق الأوسط، يساعده فراؤه السميك على تحمل الحرارة والبرد، ويوجد في الصحراء الغربية وتونس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى