شخصيات تاريخية

كيف كانت نهاية الحجاج بن يوسف الثقفي؟

الحجاج بن يوسف الثقفي بدأ مسيرته السياسية في الشام، حيث تلقى تولية من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بقيادة الجيش وكلف بالتصدي للصحابي عبد الله بن الزبير. قاد الحجاج جيشا ضخما نحو الحجاز، ونجح في قتل ابن الزبير، وتفريق أتباعه بعد حصار مدينة مكة المكرمة وقصفها بالمنجنيق، مما تسبب في تهديم الكعبة. تولى بعد ذلك إمارة العراق لمدة عشرين عاما، حيث استقرت أركان الحكم الأموي على يديه.

كانت شخصية الحجاج معروفة بالظلم والقسوة، وكان يلقب بالمدير، أي المبيد. له مواقف عديدة في قتل الأئمة والتابعين، بمن فيهم سعيد بن جبير، الذي قال له الحجاج: “أما والله لا أقتل منك قتلة لم أقتل بها أحدا قبلك ولا أقتل بها أحدا بعدك”. فدعا سعيد بن جبير أن لا يسلطه الله على أحد بعده. فأجاب الله دعاءه، إذ أصيب الحجاج بعد ذلك بخلل في عقله وكان كلما نام رأى سعيد بن جبير في منامه، فيستيقظ خائفا ومنزعجا.

شاهد ايضا: من هو عبد الرحمن الداخل؟ وكيف أسس إمارة في الأندلس؟

كيف توفي الحجاج بن يوسف الثقفي؟

مرض الحجاج مرضا غريبا حيث كان يعاني من ألم في البطن، وجلب الطبيب الذي أمعن النظر في حالته، وأشارت الاختبارات إلى وجود دود كثير في الطعام المستخرج من جوفه. وقد أصابه الله بالزمهرير، وهو شدة البرد، بحيث كان يقترب من النار المشتعلة دون أن يشعر بحرارتها. استنجد الحجاج بالحسن البصري، ولكنه رفض التوقف عن إيذاء الصالحين. طلب منه الدعاء أن يعجل الله بموته ولا يطيل عذابه.

توفي الحجاج بن يوسف الثقفي في شهر رمضان من السنة 95 للهجرة بمدينة واسط، ودفن فيها. وقد سادت الأقاويل بأن وفاته لم تعرف حتى جاءت جارية تبكي وتنعى فقيدها، وذكرته بأنه كان مطعما للطعام وميتما للأيتام، وقد وصى أن يدفن سرًا خشية نبش قبره. ويروى أنه دعا قبل وفاته قائلا: “اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى