لماذا لم يتم استخراج سفينة تيتانيك حتى الآن؟
استخراج سفينة تايتنك
ما هي قصة سفينة تايتنك؟
السفينة البريطانية ((آر إم إس تيتانيك)) والتي كانت رحلتها الأولى هي نفسها رحلتها الأخيرة تيتانيك أو المارد الجبار. كانت سفينة يشاع عنها أنها السفينة التي لا تغرق، ولكن أهوال البحر كان لها رأيا آخر. كان حجمها يماثل حجم ملعب كرة ضخم. وفي 10 من ابريل 1912 أبحرت من الميناء الإنجليزي ساوثهامبتون متجهة بكل شموخ إلى أمريكا. ومضت 4 أيام بدون أن تواجه السفينة أية عواقب، ومع منتصف ليل اليوم الرابع بدأ برج المراقبة في ضرب أجراس الإنذار وأبلغ عن وجود جبل جليدي عملاق أمام السفينة الذي لن تستطيع تفاديه بدورها، وسيصبح سبب غرقها، وبعد مرور حوالي ساعتين و 40 دقيقة غرقت السفينة بالكامل مخلفة وراءها 700 ناجيا فقط من 2200 راكب والعديد من مقتنيات الركاب التي شهدت على الواقعة.
وبدأت الصحف من بعدها في تداول الخبر من خلال عناوين مثل السفينة التي لا تغرق ترقد الآن في القاع. وبعد مرور أكثر من قرن على الواقعة المأساوية، فإن أول سؤال يتبادر إلى أذهاننا هو
لماذا لم يتم استخراج سفينة تيتانيك حتى الآن؟
هل لا تتواجد الأموال الكافية لتمويل مشروع استخراج السفينة؟
بالطبع لا، لأن معظم أهالي الركاب من الأثرياء ومن السهل تجميع الأموال المطلوبة.
هل المشكلة في المعدات؟
أيضا لا. فقد توفر للبشرية المعدات الحديثة التي تمكنها من استخراجها دون أن تواجه أدنى صعوبة.
في البداية عدم تحديد موقع السفينة الغارقة
نظرا لأن تيتانيك غرقت في جوف المحيط الأطلنطي أكبر ثاني محيط في العالم. فكانت مهمة تحديد موقعها بالضبط في غاية الصعوبة. ولكن المستكشفين قرروا البدء في طرح الأفكار المختلفة لاستخراجها في حال استطاعوا تحديد مكانها في المستقبل القريب. بعضهم اقترح استخدام مغناطيس ضخم يمكنهم من جذب هيكل السفينة ومن ثم رفعها من عمق المحيط. والبعض الآخر اقترح استخدام النيتروجين السائل لتجميد هيكل السفينة بالكامل، وبالتالي سيضخ وحده على السطح.
الحرب تقطع حبل أفكار العالم.
وفي ظل انشغال العالم بالتفكير في حلول لانتشال السفينة من قعر المحيطات، إذ بالحرب العالمية بجولته الأولى والثانية تعطي المشروع برمته هدنة طويلة
حين تصير السفينة سمكة.
وما أن انتهت الحرب حتي عاد المجتمع العلمي للاهتمام باستخراج تيتانيك. وقبل حلول عام 1985، باءت كل محاولات تحديد موقعها بالفشل الذريع. والآن، وبعدما تبددت كل عقبتين الأوليتين، جاءت عقبة جديدة تحلق في الأرجاء.
بعد حوالي 73 عاما على غرقها، استطاع المستكشفين أخيرا تحديد موقعها، ولكنهم لاحظوا أنها قد انقسمت إلى نصفين قبل وصولها حتى للقاع، واستقرت بقاياها على عمق يتعدى 3 آلاف و 800 متر.
وعلى الرغم من أن المستكشفين قضوا نصف حياتهم في محاولة العثور على تايتنك، إلا أنهم حين وجدوها بالفعل قرروا عدم استخراج سفينة تيتانيك نظرا لهشاشة التي وصلت إليها كل أجزاء السفينة. وأكد الخبراء أن أي محاولة لاستخراج سفينة تيتانيك ستؤدي إلى انهيارها بالكامل، وتتحول لفُتات، وكأن تيتانيك صارت سمكة يكمن هلاكها في خروجها من الماء.
وقد توصل المستكشفين أيضاً أنه بسبب ما يسمى بالبكتيريا المتطرفة الأكثر عدائية سيؤدي إلى تلاشي السفينة تماماً بحلول عام 2030.