أبو حامد الغزالي
أبو حامد الغزالي: برزوا في فقه الشافعية، فلما عجزهم أقروا له بالإمامة في المذهب. برزوا في علم الكلام فمنحوه إمامة المتكلمين، ولما جاء موعد المناظرة في الفلسفة دخل ركب ممن خبروا كتب أفلاطون وأرسطو ينظرون إليه بتعال، وإذا بهم يتضاءلون أمامه حتى اعترفوا له بتفوقه في مذاهب الفلسفة.
نبذه عن حياة أبو حامد الغزالي
هو الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي، ولد بمدينة طوس سنة 450 هجرية، أبوه رجل لم يتعلم القراءة، كان يدخل إلى المسجد يقف على حلقات الفقهاء يبكي جهله ويأسف على حاله، ولم يدري أن الله سوف يرزقه ولدا يكون عالي فذّا وحجّة للإسلام.
توفي أبوه وهو صغير فعاش يتيماً تحت رعاية أخيه الأكبر، وكان أبوه قد لاحظ عليه الفطنة والذكاء قبل وفاته، فأوصى عند وفاته أن يرعاه ويتكفله في التعليم صديقاً لوالده
درسة بمدارس بناها أخيار الأمراء في ذلك الزمان تحمل عن الطالب هموم العيش وتوفر له الطعام والشراب وتعلمهم مع العلم التقى والأخلاق، أخذ الفقه عن الإمام أحمد الرازكاني، ارتحل إلى نيسابور أين تزوج وأنجب، ونهل من علم إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، بل وفاقه علم حتى قال له ((لقد دفنت لي وأنا حي، هل صبرت حتى أموت))
أبو حامد الغزالي شهد عصره جدلا بين الفرق الدينية المختلفة والتيارات الفكرية المتناحرة، فدرس كل واحدة منها، ثم رد عليها وتصدى لها، درس الفلسفة ولما فهمها ألف كتابه ((مقاصد الفلسفة)) الذي أقبل عليه الفلاسفة. فإذا به يؤلف كتابا أسماه ((تهافت الفلاسفة)) وكان ضربة قاضية لا يقوم بعدها خصمه، وكذا فعل مع الباقين من متكلمين وباطنيين وصوفيين
رحلة علمية طويلة طبقت فيها شهرته الأفق، لكنه خرج منها بجرعة من الشك ليطول صفحة العلم ويبدأ حياة الصوفية. غادر بغداد وحل بالشام عامين معتكفا في مسجد دمشق ثم إلى بيت المقدس يدخل مسجد الصخرة ويغلق الباب على نفسه يجاهد بها ويهذب خلقه.
شاهد ايضا: نبذة عن حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي
حياة الغزالي صفحتين، صفحة علمية وأخرى صوفية أثبت من خلالهما أنه لا تعارض بين مقتضيات العقل وشئون الإيمان الديني.
يروي أخوه أنه سنة 550 الهجرية توضأ ووضع كفنه على ركبتيه قائلة. مرحبا بالدخول على الملك. يتوفاه الله في سن 55.