المواقع الأثريةمعالم وآثار

معبد سرابيوم سقارة – أكثر الآثار المحيرة بالعالم

معبد السرابيوم الذي يحيط به الغموض من كل جانب، واحد من أهم الآثار المصرية القديمة وأكثرها غموضا، لكنه لم يحظى بشهرة كبيرة مثلما حظيت مقبرة توت عنخ آمون. رغم تميز هذا المعبد الغريب، والعجيب إعجازا هندسيا ومعمارية لا مثيل لها. ومن تصميمه الفريد إلى السراديب والأنفاق الطويلة التي تتجاوز 400 مترا والتوابيت الغامضة.

ما هو السرابيوم

السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة معبود الوحدانية سيرابيس، وهي عبادة مقدسة ظهرت في مصر في العصر اليوناني. فسيرابيس ذاك هو معبود جديد يستحدث من المعبود عين أوزوريس وآبيس ويجسد سيرابيس في هيئة عجلا يحمل قرص الشمس والكبرى الملكية بين قرنها. وكان الهدف من تلك العبادة هو توحيد المصريين والإغريق لعبادة المعبود الحامي الذي يجمع بين صفات المعدودين الإغريقية زيوس وهاديس مع صفات المعدودين المصريين أوزوريس وآبيس.

نظره عامه على معبد سرابيوم سقاره

يوجد العديد من السرابيوم في مصر وإيطاليا، ففي مصر يوجد سرابيوم في سقارة وآخر موجود في الإسكندرية، كما يوجد سرداب في روما القديمة في مقاطعة أتاكاما وسرابيوم يوم آخر بمنطقة كامبو ماتسيو في روما، لكن يبقى سرابيوم سقارة هو الأهم والأكثر تعقيدا وغموضا، فذلك المعبد الذي اكتشفه عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت عام 1851 يعد من أهم المقابر التي بنيت في منف، ويقع في مجمع مدافن العجل أبيس الذي كان مقدسا في فترة الأسر المصرية القديمة، ويرمز للخصوبة ويعبد في منف عاصمة مصر القديمة

معبد السرابيوم سقارة هو عبارة عن مجموعة من الممرات المنقور تحت سطح الأرض والتي خصصت لدفن مومياوات العجل أبيس في توابيت ضخمة من الجرانيت، وكانت العجول تدفن بكامل تحنيط هاك الملوك وتوضع معها أفخم المجوهرات. لكن الغريب أن التوابيت كلها وجدت خالية ومغلقة عدا تابوت واحد فقط، حيث إنه لم يعثر في أي تابوت منهم على أي مومياء أو جثة جسد العجل أبيس. كما دعا أوغست مريت مكتشف المقبرة، ويبقى السؤال المحير لماذا صنعت هذه التوابيت؟

اسرار التوابيت في معبد السرابيوم

التوابيت نفسها تحمل الكثير والكثير من الغموض من حيث عددها وضخامة حجمها وصناعتها، إذ يبلغ عددها 26 تابوتا ضخما، وغطاء التابوت الواحد يزن 30 طنا وجسم التابوت نفسه 75 طنا، أي أن كل تابوت يقارب من 100 طن، ويتراوح إرتفاع التابوت بين 3 و 4 أمتار ويصل عرضها إلى 2,5م وطولها 3 أمتار، وهذا يعني أنها تحتاج إلى مئات الرجال لتحريك كل صندوق منها،

ثم إن التوابيت مصنوعة من صخور عالية الصلابة مثل الجرانيت الأحمر والأسود، وجميع زوايا التابوت الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة بنسبة خطأ أقل من 0.02%، وهي درجة لا يمكن بلوغها في العصر الحديث إلا باستخدام آلات عالية الدقة أو تقنية بصرية ضوئية كاليزر، وذلك للحصول على التسطيح التام.

شاهد ايضا: معبد دندرة التاريخي

اسرار السراديب والانفاق في معبد السرابيوم

يتكون سرابيوم سقارة من مجموعة من الأنفاق وسراديب بطول 400 متر محفورة في قلب صخر هضبة سقارة،

يبدأ سرابيوم سقارة بممر طويل يقودك إلى سلالم عبارة عن مصاطب كبيرة في آخرها باب صغير يفتح على ممر رئيسي على استقامة واحدة. وبالنظر إلى الأرضية نجد واحدة منها خشبية وأخرى زجاجية لرؤية الأرض الأصلية للممرات. وعلى جانبي المعبد 24 غرفة دفن مقبرة منحوتة في صخرة، ولا تواجه هذه الغرف بعضها بعضا، بل حفرت بالتبادل حتى لا تحدث ضغطا على التربة الطينية التي حفرت عليها.

أما جداريات المقبرة تزينها النقوش المصرية القديمة وتحتوي كل غرفة دفن على تابوت ضخم من الغرانيت ذي الألوان المختلفة، وعليها نقوش مصرية قديمة متعددة.

وأنفاق سر بالفيوم لها باب واحد يعتبر هو المدخل والمخرج. وهنا يكمن لغز آخر إذ كيف وضعت التوابيت العملاقة داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا.

الغريب أن رؤية داخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية، ولا يوجد أي أثر لمواضع المشاعل على جدران النفق. كما أن أي مشاعل نارية في ذلك العمق مع الردم والأتربة سيكون عملا شاقا وخانقة. الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل حول أساليب الإنارة المستخدمة في سرابيوم سقارة حتى إنهم تساءلوا هل كانت هناك كهرباء في مصر القديمة؟

يقال أيضا أن سراديب السرابيوم تحمل لغزا معضلة، ففي صيفي تجدها باردة وفي الشتاء حارة يتصبب عرقك فيها. وهكذا نجد هذا المعبد تلفه الأسرار من كل جانب دون أن يتمكن العلماء من إماطة اللثام عن أي منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى