المجموعة الشمسية

المجموعة الشمسية تشكلت قبل حوالي 4.5 مليار سنة نتيجة انهيار سحابة كثيفة من الغبار والغازات بين النجوم. يُعتقد أن هذا الانهيار نجم عن موجة صدمة ناتجة عن نجم متفجر قريب يُسمى المستعر الأعظم (Supernova). نتيجة لهذا الانهيار، تشكّل السديم الشمسي، وهو قرص دوّار يدور حول مركزه.

منذ البداية، كانت قوة الجاذبية في مركز السديم تجذب المادة نحوها، مما أدى في النهاية إلى زيادة الضغط في المركز. هذا الضغط الهائل دمج ذرات الهيدروجين معًا لتكوين الهيليوم، مما أطلق كمية ضخمة من الطاقة وأدى إلى تشكّل الشمس.

تجمعت المواد الباقية في السديم معًا لتشكل كتلًا كبيرة اصطدمت ببعضها لتشكّل أجسامًا أكبر من الكتل الأصلية. بعض هذه الكتل كانت بما يكفي لتشكيل أجسام كروية مستقلة وتطوّرت فيما بعد لتصبح الكواكب والكواكب القزمة والأقمار الكبيرة.

أما الأجزاء الأصغر التي لم يكن لها القدرة على تشكيل كواكب، أصبحت جزءًا من حزام الكويكبات. وبقيت أجزاء صغيرة أخرى شكّلت فيما بعد الكويكبات والمذنبات والنيازك والأقمار الصغيرة غير المنتظمة.

اين تقع المجموعة الشمسية؟

توجد المجموعة الشمسية على بُعد تقريباً 30 ألف سنة ضوئية من مركز مجرة درب التبانة. تحديدًا، تقع في ذراع حلزونية خارجية للمجرة. يعني ذلك أن الأرض وكواكب المجموعة الشمسية لا تدور في مستوى مجرة درب التبانة، بل تميل بزاوية تقدر بحوالي 64 درجة عن مستوى المجرة. كما يبعد المجموعة الشمسية عن مستوى المجرة بمسافة تقدر بحوالي 20 سنة ضوئية.

الشمس في المجموعة الشمسية

الشمس هي مركز نظامنا الشمسي. تصدر الشمس طاقة هائلة من خلال عملية الاندماج النووي. تبلغ درجة حرارة سطح الشمس 5500 درجة مئوية، في حين درجة حرارة مركزها تصل إلى 15 مليون درجة مئوية. الشمس تدور حول مركز المجرة بمتوسط سرعة تصل إلى 828 ألف كيلومتر في الساعة. على الرغم من هذه السرعة المرتفعة إلا أنها تحتاج إلى حوالي 230 مليون سنة للقيام بدورة كاملة حول مركز درب التبانة

كواكب المجموعة الشمسية

كوكب عطارد لا يمتلك هذا الكوكب غلافا خارجيا ولا حتى قمر يمتلك أكبر عدد من الفوهات في المجموعة الشمسية وهي ناتجة عن الاصطدام بين النيازك والمذنبات في وقت مبكر من حياته. هذا الكوكب هو الأصغر من بين جميع الكواكب وصاحب أقصر سنة في النظام الشمسي 88 يوما أرضيا فقط. درجة حرارة سطحه في النهار تصل إلى 430 درجة مئوية، وفي الليل قد تنخفض إلى 180 درجة مئوية تحت الصفر.

كوكب الزهرة يسمى شبيه الأرض بسبب تشابهه مع الأرض في الحجم والكتلة والتكوين. هذا الكوكب لا يمتلك قمرا أيضا. وعلى النقيض من عطارد، هذا الكوكب يمتلك غلافا خارجيا كثيفا جدا، مما يجعل درجة حرارته تصل إلى 464 درجة مئوية، وهو أسخن من بين الكواكب. هذا الكوكب يدور ببطء شديد وبعكس اتجاه دوران بقية الكواكب، مما يجعل يومه يصل إلى 243 يوما أرضيا، وهو أطول من سنته البالغ 225 يوما أرضيا. قد يعود سبب دورانه العكسي إلى اصطدامه بجسم ضخم في وقت مبكر من تاريخه، مما أدى إلى تغيير اتجاه دورانه.

كوكب الأرض ثالث كواكب مجموعتنا الشمسية. وهو الكوكب الوحيد الذي تملؤه الحياة. وهذا. من الأسباب التي تجعل كوكب الأرض مثاليا للعيش عليه هو وجود الماء بحالة سائلة إضافة إلى الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي الذي يحمي الكوكب من الإشعاع الشمسي الضارة. والعنصر الأهم هو المسافة المناسبة بين الأرض والشمس. يدور كوكب الأرض حول محوره بسرعة تصل إلى 1600 كيلومترا في الساعة. تتباطأ هذه السرعة كل قرن بمقدار 1.8 مللي ثانية، مما يعني نحتاج إلى 200 مليون سنة لكي يزداد طول اليوم بمقدار ساعة واحدة. محور الأرض مائل ب 23 درجة تقريبا. يؤثر هذا الميلان على عوامل عديدة على كوكب الأرض مثل الفصول الأربعة ومدة النهار والليل

شاهد ايضا: كم يبلغ طول اليوم والسنة على كواكب المجموعة الشمسية؟

كوكب المريخ. رابع الكواكب ويلقب هذا الكوكب بالكوكب الأحمر لوجود أكسيد الحديد على سطحه وفي جوه. يعتقد إن هذا الكوكب كان مغطى بالماء في الماضي لما يمتلكه من قنوات وأودية جافة وأدلة على وجود محيطات، لكنه تبخر مع مرور الزمن بسبب الرياح الشمسية التي قامت بتجريد الكوكب من غلافه الجوي مما أدى إلى تبخر المياه. يمتلك المريخ أكبر جبل بركاني في المجموعة الشمسية، وهو جبل أوليمبوس مونس، بارتفاع يقدر ب 24 كيلومترا، أي ما يعادل 3 أضعاف ارتفاع جبل إيفرست. وتبلغ قطر قاعدته 624 كيلومترا، أي أكبر ب 10 أضعاف من أكبر بركان على الأرض إنه جبل كبير بالنسبة لكوكب لا يتجاوز حجمه نصف حجم الأرض.

كوكب المشتري العملاق الغازي الأكبر في نظامنا الشمسي ولكن هذا الكوكب لا يمتلك سطحا صلبا سوى النواة المركزية يتكون أغلبه من الهيدروجين بنسبة 90% والهيليوم بنسبة 10%، إضافة إلى الميثان والأمونيا. فيه بقع حمراء وهي عاصفة عملاقة تدور في الغلاف الجوي للكوكب يبلغ قطرها ضعف قطر الأرض تقريبا، وتصل سرعة الرياح فيها إلى 432 كيلومترا في الساعة. كوكب المشتري يمتلك 95 قمرا، وأكبر هذه الأقمار هو قمر غانمين الذي يعتبر أكبر من كوكب عطارد وأكبر قمر في النظام الشمسي.

كوكب زحل هو ايضا عملاق غازي، يتمتع بحلقات رائعة تسر الناظرين تتكون من مليارات الجزيئات الجليدية التي تتراوح في الحجم من حبيبات الغبار إلى قطع صخرية ضخمة. لا يزال العلماء يحاولون فهم كيفية تشكل حلقات زحل. لكن يعتقد إنها بقايا من مذنبات أو كويكبات اصطدمت لزحل. أو تمزقت بفعل قوى الجاذبية. غلاف زحل الجوي كثيف للغاية يتكون أيضا من الهيدروجين والهيليوم تبلغ سرعة الرياح فيه أكثر من 1800 كيلومترا في الساعة. أي أسرع من سرعة الصوت على الأرض. زحل ليس مجرد كوكب رائع الشكل. بل هو صاحب أكبر عدد من الأقمار في النظام الشمسي. 146 قمرا يدور حوله.

كوكب أورانوس العملاق الجليدي، عالم مائل على جنبه. هذا العملاق الغازي ذو اللون الأزرق المخضر يميل على جانبه بزاوية قائمة تقريبا مع مداره بميل قدره 97.7 درجة بسبب ميلان محوره، يواجه أحد قطبي أورانوس الشمس بشكل دائم بينما يظل القطب الأخر مظلما بمدة تصل إلى 21 عاما لكل قطب. يعتقد إن سبب ميلان محور أورانوس هو اصطدامه بجسم ضخم في وقت مبكر من تاريخه. قد يكون حجم هذا الجسم بضعف حجم الأرض. يتكون غلاف أورانوس بشكل أساسي من النيتروجين والهيليوم والميثان. ويعد أبرد كوكب في النظام الشمسي بدرجة حرارة تصل إلى 234 درجة مئوية تحت الصفر، على الرغم من إن أورانوس ليس الأبعد عن الشمس.

الكوكب الأزرق نبتون. يعود سبب لونه الأزرق لوجود غاز الميثان في غلافه الجوي، إذ يمتص غاز الميثان الضوء الأحمر من أشعة الشمس ويعكس الضوء الأزرق. هذا الكوكب صاحب أسرع رياح في النظام الشمسي تبلغ سرعة الرياح فيه أكثر من 2000 كيلومتر في الساعة. وهي أسرع من رياح كوكب المشتري ب 3 مرات. يتكون كوكب نبتون بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم والميثان. ويعد الغلاف الجوي نبتون كثيفا للغاية. إذ تتكون الغيوم في الغلاف الجوي من بلورات الجليد والماء والأمونيا

حزام كايبر

حزام كايبر (Kuiper Belt) هو منطقة في النظام الشمسي تتواجد خارج مدار كوكب نبتون. يُسمى الحزام بهذا الاسم تيمنًا بعالم الفيزياء الفلكية الأمريكي جيرارد كايبر، الذي تنبأ بوجود هذه المنطقة في عام 1951. يُعتقد أن الحزام الكايبر يحتوي على مجموعة من الأجرام الصغيرة، مثل الكويكبات والمذنبات، ويُعتقد أنه يمتد على بُعد حوالي 30 إلى 55 وحدة فلكية من الشمس (وحدة فلكية = المسافة بين الأرض والشمس). يُعتبر الكوكب القزم بلوتو أحد الأجرام الشهيرة في هذا الحزام، وهناك أيضًا العديد من الأجرام الأخرى التي تم اكتشافها في هذا الحزام، والتي تثير اهتمام العلماء لفهم تشكل وتطور النظام الشمسي.

سحابة أورت

سحابة الأورت هي سحابة ضخمة من الغاز والغبار في الفضاء. تعتبر منطقة تشكل النجوم والأنظمة النجمية. تحتوي سحابة الأورت على مواد مختلفة مثل الهيدروجين والهيليوم والغبار الكوني والمواد العضوية الأخرى. تظهر سحابة الأورت كمنطقة مظلمة في السماء بسبب امتصاصها للأشعة الضوء من النجوم المجاورة. وتعتبر سحابة الأورت من بين المناطق التي يتم دراستها بشكل كبير لفهم عملية تشكل النجوم وتطورها.