لماذا تقتني المتاحف البريطانية أشهر الآثار العالمية؟
المتاحف البريطانية تضم قطع اثرية اخذتها بريطانيا من مستعمراتها، يضم المتحف البريطاني وحده 8 ملايين قطعة أثرية، حسب وصف المحامي البريطاني جيفري روبرتسون الذي يقول إنها من تراث الأمم التي احتلتها وتعرضها كنوع من الفخر بذلك التاريخ.
منذ نهاية القرن السادس عشر الميلادي وحتى القرن العشرين، منذ أسست بريطانيا إمبراطورية استعمارية لا تغيب عنها الشمس، ولكنها حسب وصف عالم تاريخ الفن تشيكا اوكيك اغولو بجامعة برنستون من جهة نقلت أسلوب الحياة المدنية الحديثة للشعوب التي احتلتها، وفي نفس الوقت حاصرت تلك المجتمعات بممارسات ضد الحضارة والتمدن وأحد هذه الممارسات الاستيلاء على الأثار ولكن حكومات ونشطاء الدول المستعمرة لازالت تطالب بها بعض هذه المطالبات نجحت كما سعى أثيوبيا مثلا لاسترجاع مخطوطات دينية استولت عليها بريطانيا بعد معركة ماكادالا التي وقعت عام 1868.
ورغم ذلك لا أثيوبيا ولا أي دولة استطاعت استعادة شيء يذكر من اثار الحضارات التي تمثل كنوزا إنسانية لا تقدر بثمن. ومؤخرا عادت الاثار التي استولت عليها بريطانيا لتتصدر الصحافة العالمية.
ابرز القطع الأثرية الموجودة في المتاحف البريطانية
ماسة كوهينور
ماسة كوهينور هي إحدى أكبر الماسات المصقولة في العالم. وتزين تاجا ملكيا بريطانيا شهيرا معروضا ببرج لندن ومنذ عهد الإمبراطورية المغولية بالهند حتى وصلت للملكة فيكتوريا بعد احتلال بريطانيا للهند عام 1849 ترافقت القصص الدموية للحصول على الماسة على مدى 750 عاما.
عاد الهنود للمطالبة بها على السوشل ميديا بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وفي عام 2016 كانت الماسة موضع نزاع قضائي بعد قيام منظمة غير حكومية برفع دعوى تطالب فيها الحكومة الهندية باستعادة الماسة. ولكن باكستان وإيران وأفغانستان أيضا تدعي ملكيتها. وبالمقابل تقول بريطانيا إن ضمها المجوهرات التاج كان قانونيا.
حجر رشيد أيقونة معروضات المتحف البريطاني والذي نقله نابليون بونابارت من مصر بعد اكتشاف جنود فرنسيين له ببلدة رشيد، وهو حجر يشبه الجرانيت نقشت عليه ثلاثة نصوص 14 سطرا الهيروغليفية و 32 سطرا بيد موسيقية أي الكتابة العامية بمصر القديمة، و 54 سطرا باليونانية القديمة وبما أن اليونانية كانت اللغة الوحيدة المفهومة استنتج باحثو الأثار أنها ترجمة من النقوش الفرعونية فاستطاعوا فك رموزها بعد أن حيرت البشر لألاف الأعوام. وبسبب هذا الحجر نشأ علم المصريات كما بحث علمي مستقل وانتقل لملكية بريطانيا بعد هزيمتها لنابليون.
وأخيرا لا بد من ذكر أن مصر لم تتقدم رسميا للمطالبة بالحجر، ولكن عالم المصريات ووزير الدولة السابق لشؤون الأثار زاهي حواس تقدم بعريضة يطالب فيها المتحف بإعادة الحجر وغيره من الكنوز التي وصفها ب المسروقة لبلاده.